هنا عدن | متابعات
أعربت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى المقاومة في قطاع غزة، اليوم الاثنين، عن رفضها الشديد لقرار الحكومة توسيع العملية العسكرية، واعتبرت أن “نتنياهو وسموتريتش يضحيان عمداً بأبنائنا من أجل أجندات سياسية فاشلة”.
وجاء في بيان منتدى عائلات الأسرى والمفقودين أنّ “الخطة التي أقرّها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) ليست إلا خطة للتخلّي عن الصمود الوطني والتضحية بالأسرى”، في انتقاد مباشر للقيادة السياسية والعسكرية الإسرائيلية.
القرار الإسرائيلي جاء عقب اجتماع أمني مطوّل قرّر فيه الكابينت بالإجماع توسيع العمليات في غزة، تحت ذريعة الضغط على ألوية حماس.
ومع ذلك، أشارت صحيفة معاريف الإسرائيلية إلى أن الهدف الأساسي المُعلن – إعادة الأسرى – لا يزال بعيد المنال، إذ لم تغيّر حماس موقفها التفاوضي.
بل وأشارت الصحيفة إلى أنّ العملية المقبلة ستكون “محدودة” ومركزة على السيطرة الموضعية ودفع السكان نحو “الملاجئ الإنسانية”، وهو ما يعكس اعترافًا غير مباشر بعدم قدرة الجيش على فرض نتائج حاسمة على الأرض.
وترى عائلات الأسرى أنّ التوسّع العسكري من شأنه أن “يقوّض فرص التوصّل إلى صفقة تبادل”، وقد يعرّض حياة الأسرى للخطر. هذا الموقف يعززه ما أعلنه سابقًا رئيس الأركان هرتسي هاليفي، الذي أكد صراحة أنّ “العمليات العسكرية وحدها لا تعيد الأسرى”، وأن “الاتفاق هو الطريق الوحيد لضمان إعادتهم أحياء”.
القرار بتوسيع القتال جاء وسط انقسام واضح في مواقف القيادات. فبينما يدعو اليمين المتطرف، ممثلًا بوزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى “هجوم شامل وساحق على غزة”، فإن قادة الجيش، وعلى رأسهم هاليفي، يتخذون موقفًا أكثر حذرًا، ما يشير إلى تباين استراتيجي عميق داخل المؤسسة السياسية والعسكرية.
وبحسب “معاريف” العبرية، فإنّ العملية الكبرى تأجّلت، ظاهريًا “احترامًا لزيارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب” إلى المنطقة، لكن الواقع يشير إلى سببين أكثر جوهرية:
أولاً، لا تزال القوات الاحتياطية تستكمل تدريبها للانتشار على الجبهات الأخرى، خاصة في الشمال والضفة الغربية.
ثانيًا، تحاول “إسرائيل” الضغط على قطر، التي تتهمها بعرقلة صفقة لإطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء، في وقت تعوّل فيه تل أبيب على وساطة محتملة من ترامب لتليين موقف الدوحة تجاه حماس.
تصريحات عائلات الأسرى تعيد تسليط الضوء على الفشل السياسي والعسكري المتراكم في التعامل مع ملف الأسرى، وتفضح زيف الشعارات التي يرفعها نتنياهو ووزراؤه. بينما تتصاعد نيران الحرب، تتهاوى فرص “إنقاذ” الأسرى، ويغرق كيان الاحتلال أكثر في مستنقعٍ صنعه بنفسه.
المساء برس