�نا عدن | متابعات
قبل أشهر قليلة من انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم 2026، التي تستضيفها الولايات المتحدة وكندا والمكسيك، تصاعدت الضغوط على الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بعد حملة غير مسبوقة ضد إسرائيل، انطلقت من ساحة تايمز سكوير الشهيرة في نيويورك، عبر لوحة إعلانية ضخمة حملت عنوان: (#جيم_أوفر_إسرائيل) – "انتهت اللعبة يا إسرائيل".
الحملة التي تقودها منظمات أمريكية وعربية وأوروبية لمناصرة القضية الفلسطينية، تضع الفيفا واليويفا أمام اختبار شبيه بما حدث مع روسيا عام 2022، وسط تصاعد الدعوات لإقصاء إسرائيل من المنافسات الرياضية العالمية بسبب حربها المستمرة في غزة.
خلفية الحملة
تقود اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز، إلى جانب مجموعات مناصرة وجماعات مشجعين في أوروبا، هذه الحملة التي بدأت الثلاثاء بلوحة ضخمة في نيويورك، حيث ستُقام 8 مباريات من كأس العالم المقبل بينها المباراة النهائية.
تطالب الحملة اتحادات كرة القدم في بلجيكا، إنجلترا، فرنسا، اليونان، أيرلندا، إيطاليا، النرويج، اسكتلندا، وإسبانيا بمقاطعة المنتخب الإسرائيلي، ومنع لاعبيه من المشاركة في الدوريات المحلية.
السبب الرئيسي المعلن: ما تصفه الحملة بـ"الجرائم والانتهاكات في غزة، التي ترقى إلى مستوى الإبادة الجماعية وفق تقرير للأمم المتحدة".
رد الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم
رد فعل الاتحاد الإسرائيلي لم يتأخر، إذ وصف الحملة بأنها "مثير للشفقة"، وقال في بيان رسمي:
"متى ستجد هذه المجموعة المنافقة أن من المناسب التنديد بمجزرة السابع من أكتوبر أو الدعوة لإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس منذ عامين؟"
كما اعتبر الاتحاد أن الحملة "تندرج ضمن خطاب معادٍ للسامية"، مؤكداً أن المنتخب الإسرائيلي سيواصل المشاركة في المنافسات الأوروبية تحت إشراف الفيفا واليويفا.
موقف المنظمين
في المقابل، شدد عابد أيوب، المدير التنفيذي للجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز، على أن الحملة ليست دعائية بل أخلاقية، قائلاً:
"بينما تستعد الولايات المتحدة لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2026، يجب ألا تصبح ملاعبنا منصات لتبييض جرائم الحرب."
وأضاف:
"يجب على العالم أن يقول لإسرائيل إن اللعبة انتهت، وإنه لا مكان في الرياضة لمجرمي الحرب."
دعم أممي للحملة
الحملة استندت إلى تقرير جديد صادر عن لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، خلص إلى أن إسرائيل ترتكب "إبادة جماعية" في غزة.
الشركة المالكة للوحة في تايمز سكوير سمحت بعرض كلمة "إبادة جماعية" فقط بعد أن اطلعت على نص التقرير الأممي.
إسرائيل رفضت التقرير واعتبرته "شائناً وزائفاً"، على لسان سفيرها لدى الأمم المتحدة.
الوضع الرياضي لإسرائيل
تحتل إسرائيل حالياً المركز الثالث في المجموعة التاسعة من التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2026، خلف النرويج وإيطاليا.
يتأهل المتصدر مباشرة إلى البطولة، بينما يخوض صاحب المركز الثاني الملحق الإضافي.
هذا يعني أن فرص المنتخب الإسرائيلي في بلوغ المونديال لا تزال قائمة، ما يجعل الدعوات لإقصائه أكثر حساسية في المرحلة الحالية.
أبعاد أوسع- ورقة ضغط على الفيفا واليويفا
المقارنة مع روسيا تبقى حاضرة، إذ تم استبعادها من المنافسات الدولية بعد غزو أوكرانيا عام 2022.
حملة (#جيم_أوفر_إسرائيل) قد تتحول إلى ورقة ضغط على الفيفا واليويفا، اللذين لم يصدرا حتى الآن أي تعليق رسمي.
الحملة وضعت الرياضة أمام اختبار جديد: هل تبقى كرة القدم "بعيدة عن السياسة" كما يدّعي الفيفا، أم تتحول إلى أداة لمحاسبة الدول على ممارساتها السياسية والعسكرية؟
صرخة سياسية وإنسانية
حملة (#جيم_أوفر_إسرائيل) لم تكن مجرد لوحة في ساحة نيويورك، بل صرخة سياسية وإنسانية قد تعيد تشكيل المشهد الكروي العالمي قبيل كأس العالم 2026.
وبينما يسعى المنتخب الإسرائيلي لمواصلة طريقه في التصفيات الأوروبية، فإن مستقبل مشاركته بات مهدداً بضغط الشارع والرأي العام، تماماً كما حدث مع روسيا قبل أربعة أعوام.
ويبقى السؤال: هل يستجيب الفيفا لهذه الضغوط أم يكتفي بمتابعة الصراع السياسي من بعيد تاركاً كرة القدم ساحةً أخرى للاشتباك العالمي؟.
المصدر | بوابة الصباح اليوم