�نا عدن | متابعات
تتصاعد في محافظة أبين أصوات المواطنين والناشطين المحليين للمطالبة بوقف عمليات نهب واستنزاف المعادن والثروات الطبيعية التي تشهدها بعض المديريات، وسط غياب واضح للرقابة الحكومية وتزايد المخاوف من تأثير ذلك على البيئة والاقتصاد المحلي. ويؤكد الأهالي أن استمرار هذه الممارسات يهدد موارد المحافظة ويقوّض فرص التنمية المستدامة، داعين السلطات المعنية إلى التدخل العاجل لضمان حماية الثروات المعدنية واستثمارها بشكل قانوني يعود بالنفع على المجتمع المحلي والدولة.
شبكة مشايخ ومسؤولين وقيادات أمنية
وفي هذا الإطار، قال الناشط ناصر الكازمي إن صراعًا خفيًا يدور في أبين حول ثرواتها المعدنية، خصوصًا ما يُعرف بـ«الرمال السوداء» والمعادن الثمينة، مؤكدًا أن عمليات استخراج وتهريب هذه المواد تجري عبر شبكات منظمة تضم مشايخ ومسؤولين وقيادات أمنية، وتمتد مناجمها من أبين وشبوة والبيضاء إلى ميناء عدن ومنفذ الوديعة، أحيانًا بوثائق مزورة أو تحت حماية جهات نافذة، لافتًا إلى أنه شهد محاولات تهريب أحجار «كوارتز أبيض» واكتشف أن ما يُصدّر كـ«رمال عادية» هو في الحقيقة مواد عالية القيمة تُستخدم في الصناعات المتقدمة، مطالبًا بتحقيق شفاف لكشف المتورطين ووقف نهب ثروات المحافظة.
جريمة منظمة ضد البيئة والاقتصاد
وعبّر الناشط الحقوقي سالم المرقشي، عن استيائه من استمرار عمليات نهب الثروات في أبين، مؤكدًا أن ما يحدث يمثل جريمة منظمة ضد البيئة والاقتصاد المحلي. وقال إن الرمال والمعادن التي تُهرّب يوميًا يمكن أن تغيّر واقع المحافظة لو استُثمرت بطريقة شفافة وعادلة، مشيرًا إلى أن صمت السلطات يشجع المتنفذين على التمادي، مطالبًا بتشكيل لجنة مستقلة للتحقيق في كل عمليات الاستخراج والنقل غير القانونية.
رمز لغياب الدولة واستباحة الموارد
وقال الإعلامي وضاح السقاف، إن ملف “الرمال السوداء” في أبين لم يعد مجرد قضية بيئية، بل تحول إلى رمز لغياب الدولة واستباحة الموارد العامة. وأوضح أن كثيرًا من المواطنين يعرفون مواقع التعدين ويشاهدون الشاحنات تمر أمامهم دون رقابة، مضيفًا أن هذه الثروات تُصدّر تحت أسماء تجارية مضللة، فيما يعيش أبناء المحافظة دون خدمات أو فرص عمل. ودعا إلى نشر تقارير دورية من الجهات المختصة تكشف حجم الإنتاج والإيرادات وأين تذهب.
فشل إداري ورقابي متراكم
ورأت الناشطة أمل السعدي أن نهب المعادن في أبين يعكس فشلًا إداريًا ورقابيًا متراكمًا، مشيرة إلى أن الموارد الطبيعية تحولت إلى مصدر تمويل لصراعات النفوذ بدل أن تكون رافدًا للتنمية. وأكدت أن النساء والشباب هم الأكثر تضررًا من تلوث البيئة وتدمير الأراضي الزراعية، داعية إلى إشراك منظمات المجتمع المدني في مراقبة أي أنشطة تعدين أو نقل للمعادن من مناطق المحافظة.
تشابك مصالح بين شخصيات نافذة وشركات
وأوضح الصحفي نجيب العولقي، أن الصراع الدائر حول الثروات في أبين يرتبط بتشابك مصالح بين شخصيات نافذة وشركات غير مرخصة، معتبرًا أن الملف بحاجة إلى تحقيق شفاف بإشراف دولي إن لزم الأمر. وأضاف أن التلاعب بالتصاريح والمستندات الرسمية في الموانئ والمنافذ أمر معروف للجميع، لكنه يستمر بسبب غياب المساءلة، مطالبًا بوقف فوري لكل أنشطة الاستخراج إلى حين مراجعة التراخيص والقوانين المنظمة.
سرقة ممنهجة للثروات
على مواقع التواصل الاجتماعي، تفاعل ناشطون ومستخدمون في أبين ومناطق مجاورة مع التقارير المتداولة حول نهب الرمال السوداء والمعادن، حيث أعرب كثيرون عن غضبهم من استمرار التجاوزات دون محاسبة، معتبرين أنها «سرقة ممنهجة لثروات الأجيال القادمة». وكتب مغردون أن الشاحنات تُحمّل أمام أعين الجميع وتتجه إلى الموانئ دون تدخل، فيما دعا آخرون إلى حملة شعبية للضغط على السلطات المحلية لإيقاف التهريب وملاحقة المتورطين. كما تداول ناشطون صورًا ومقاطع تُظهر مواقع يُعتقد أنها مناطق استخراج، وسط مطالبات واسعة بفتح تحقيق رسمي ونشر نتائج شفافة للرأي العام.
( كريتر سكاي)