عندما تحب بعض النساء، يتحولن إلى كتلة من الحنان والرومانسية، ولديهن الاستعداد لتقديم حياتهن هدية متواضعة للحبيب.. لكن على العكس تماماً عندما تكره بعض النساء يتحولن من جنس ناعم إلى كائن شرس وخشن لا يعرف الرحمة والشفقة، ولا يكون أمامهن سوى الرغبة في الانتقام من الشخص الذي أهان مشاعرهن وجرح قلبهن وجار على حقهن.
السطور الماضية قد تكون خير معبر عن تلك الزوجة التي قتلت زوجها، بعد قصة حب تحاكي بها الجميع، وعندما شعرت أنه تغير وبدأ يجرح كرامتها، كان مصيره "القتل" بصورة بشعة، حيث وضعت جثته في دولاب غرفة النوم.
ذلك ما حدث مع سعاد، ابنة حي عين شمس في محافظة القاهرة، والتي تبلغ من العمر 25 عاماً، تزوجت إبراهيم الذي يكبرها بعشر سنوات وأعطته كل مشاعرها ومنحته حبها وحنانها وإخلاصها على مدار ثلاث سنوات، وظلت وفية له، بل ووقفت إلى جواره في الكثير من المواقف الصعبة التي مرت عليه.
جمع الحب بين قلبي إبراهيم وسعاد، بعدما تعرفا على بعضهما في أحد الأفراح، وكان الاثنان يتواجدان بالصدفة، والتقت به أثناء وقوفه إلى جوار شقيقها، رأت فيه صفات كثيرة تعجبها، وازدادت لوعة الحب والاشتياق بين الاثنين، لدرجة أن سعاد كانت تهرب من منزل والدها كي تلتقي به، وظل الوضع هكذا لشهور عدة، حتى اكتشفت أسرتها ما يحدث، وقامت مشاجرة كبيرة بين أشقاء الفتاة وإبراهيم، انتهت بجلسة صلح ودية بين الطرفين، وتم الاتفاق بعدها على زواج العاشقين.
بعد مراسم الزفاف والدخول في عش الزوجية شعرت سعاد أن الدنيا بدأت تضحك لها بعدما ارتبطت بحبيب قلبها، لكن مع انتهاء شهر العسل ونزول الزوج إلى عمله، بدأت الحياة تظهر لها وجهها الحقيقي، فزوجها يعمل يوماً ويجلس عشرة في البيت، ومن هنا بدأت المشكلات تفرض نفسها على الطرفين، وتحولت أيام السعادة والفرح إلى النقيض، وأصبح صوت المشكلات والمشاجرات يعلو بينهما بصورة أزعجت الجيران الذين باتوا يشتكون كثيراً.
سيناريو الجريمة
وبمرور الوقت وتوالي الأيام، بدأت الزوجة تطلب الطلاق وتلح عليه في كل مرة يتشاجران فيها، إلا أن الزوج كان يتعامل معها بهدوء؛ لعلمه بأنه سوف يخسر كل ما يمتلكه من الشقة والأثاث، فكل شيء جيره باسم الزوجة، بل أخذ يماطل في طلباتها، ويحاول أن يجعلها تكره العيش معه حتى تتنازل عن كل مستحقاتها، وآنذلك طلبت منه الزوجة أن ينقل محتويات الشقة إلى منزل والدها فهي من حقها، لكنه رفض وزاد إصراراً على معاملتها بشكل سيئ.
بدأ الشيطان يُسيطر على الزوجة التي قررت أن تأخذ حقها بعيداً عن اللجوء إلى المحاكم التي تطول فترتها، وذهبت إلى أحد الأشخاص المعروف عنهم في الحي الذي تسكن فيه أنه "مُسجل خطر" واتفقت معه على نقل أثاثها من الشقة بالقوة، وأنها سوف تفتعل مشاجرة على أثرها يتدخل البلطجي، عندما يسمع صرخات الزوجة ويحاول الصلح بينهما، وأثناء ذلك يضرب البلطجي الزوج ويوثقه ثم ينقل محتويات الشقة.
فكرة شيطانية
هكذا كان السيناريو الذي رسمته الزوجة لنفسها، حتى تحصل على حقها، وبالفعل تشاجرت مع الزوج وحضر البلطجي ومعه زميلاه في المهنة، وأوثقا الزوج وقاموا بربطه بالحبال ونقلوا محتويات الشقة، إلا أن الزوج ظل يسب الزوجة ويعايرها وهو مقيد بالحبال، ما أثار غضبها وسيطر الشيطان على عقلها وفكرت في شيء لم يكن ضمن المخطط المتفق عليه.
قامت الزوجة بضرب زوجها وتعذيبه، وهي تكمم فمه حتى لا يسمعه أحد من الجيران، وظلت تعذبه لأكثر من 24 ساعة.. وأثناء رحلة التعذيب أغمي على الزوج، فاكتشفت أنه فارق الحياة. وعلى الفور قامت سعاد هانم بإحضار حبال الغسيل، وحملت جثة الزوج ولفت جسده بـ"ملاءة السرير"، ووضعته داخل جوال، وأوثقته بالحبال وأحكمت إغلاق الجوال ثم قامت بوضعه في الدولاب، وخرجت من الشقة وكأنها غير واعية أو مدركة لما حدث.
مرت الأيام وبدأت جثة الزوج تتحلل، وخرجت رائحتها الكريهة، وبدأ الجيران يتساءلون عن مصدر الرائحة، وبعد بحث مكثف حول المنزل اكتشفوا أنها من داخل شقة الزوج إبراهيم.
كسر أحدهم الباب ودلفوا إلى حجرة النوم ولم يعثروا على أحد، لكن الرائحة تزداد نتانة وخاصة في حجرة النوم، وعلى الفور تم إبلاغ الشرطة التي اكتشفت مصدر الرائحة، وأنها لرجل في العقد الرابع من العمر، وعليها أثار ضرب وتعذيب، وأبلغت النيابة بالجريمة والجثة المتعفنة لتبدأ خيوط فك لغز الجريمة.
وبتكثيف التحريات تبين أن الزوج القتيل كان على خلاف دائم مع زوجته التي هربت من المنزل منذ أيام عدة، وتم إلقاء القبض عليها وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الجريمة، ومثلت الكيفية التي اتبعتها في تنفيذها، وبالأشخاص الذين استعانت بهم لنقل الأثاث مثار الخلاف، إلا أنها لم تبد أسفها، أو حتى ندمها لعشرة أقبرتها، وقصة حب دفنتها، وعلاقة أهالت عليها التراب.