"ليست النجومية والشهرة حصراً على الكبار"، هذا ما يحاول أبناء الفنانين من أهل الغناء إثباته، فالموهبة بالوراثة، انتقلت مع الجينات من الآباء إلى الأبناء، وتمكنت منهم، حتى اندفعوا لتلبية ندائها، والتعبير عن إمكاناتهم وطاقاتهم الفنية عبر منابر عدة، قد يكون أهمها برامج تشجيع المواهب، التي انطلق منها على سبيل المثال قصي حاتم العراقي، والمشاركة في الحفلات الغنائية، كما فعلت ماريتا عاصي الحلاني، وأسهلها ساحات التواصل الاجتماعي، وأغربها الحمام، الذي انطلقت منها الطفلة جانا عمرو دياب، فغنت باللغة الإنجليزية، وأبهرت الجمهور بصوتها، فأصبح لها جمهور ينتظرها، على أمل جديد تقدمه.
هم نجوم صغار، بحث بعضهم عن الأضواء تحت الأضواء، بينما اجتذبها البعض الآخر في الخفاء، والنتيجة فنانون واعدون تنتظرهم الفرصة وليس العكس.
جمال الصوت والشكل
أبرز أبناء الفنانين، ماريتا عاصي الحلاني، التي اكتسبت جمال الصوت من والدها الفنان عاصي الحلاني، وجمال الشكل من والدتها كوليت بولس، التي حازت لقب ملكة جمال لبنان 1989م، ما جعلها تمتلك قاعدة جماهيرية عريضة، ساعدها على ذلك أيضاً تواصلها عبر "يوتيوب"، وإرسال صور تجمعها بعائلتها، ما يجعل الجمهور على تواصل معها أولاً بأول.
ماريتا التي تلقى الدعم المستمر من والدها في دعمها نحو الغناء، تظهر معه في أكثر من مقطع، وهي تشاركه الغناء في الحفلات، وتتألق في أحد مقاطع "يوتيوب" وهي تغني لوالدها بمناسبة عيد ميلاده، وتناديه بـ"تاج الرأس".
من الحمام
ومن الأضواء، إلى ما وراءها، وتحديداً إلى الحمام، حيث المكان الذي انطلقت منه جانا ابنة الفنان عمرو دياب، برزت موهبة الطفلة ذات الـ12 عاماً، التي أنشأت لنفسها قناة على موقع "يوتيوب" نشرت من خلالها مقاطع فيديو لنفسها، وهي تغني بالإنجليزية.
وكان طلب الطفلة الصغيرة، عدم الإساءة لها بتعليقات سلبية نظراً لصغر سنها، كما ظهرت في فيديو آخر، وهي تعلم متابعيها كيفية الاهتمام بالمظهر، ويبدو من خلال اختيار جانا للحمام محطة للانطلاق، معارضة والدها لما تفعله، إذ صرح في وقت سابق عن رغبته في إبعاد أبنائه عن الأضواء.
ورغم سنوات عمرها القليلة، شدت الطفلة سلمى ابنة الفنان عمرو مصطفى بأغنيات الفنان عمرو دياب، فجاء صوتها رقيقاً ناعماً، لم تتضح معالمه بعد، وذلك لكون الطفلة صغيرة جداً، إذ يدل صوتها على أنها تكاد في الرابعة من عمرها.
مهرجانات غنائية
وبالانتقال إلى أبناء الفنانين الذين حجزوا لهم مكاناً في الساحة الفنية، لا يمكن أن نتجاهل قصي حاتم العراقي، الذي ورث حب الغناء عن والده، وشارك في المهرجانات الغنائية، وغنّى إلى جانب نجوم معروفين، ثم اتجه إلى البرامج الغنائية، ليتألق في برنامج "ذا فويس"، وينجح في إقناع الكثيرين بصوته، حتى أصبح صوته معروفاً، وكون لنفسه قاعدة جماهيرية كبيرة.
كما لا يمكن تجاهل الفنانة بلقيس أحمد فتحي، صاحبة الصوت المتميز، التي انطلقت كالصاروخ في مشوارها الفني، فمنذ اكتشاف قدراتها الصوتية، تمكنت من إثبات وجودها في الساحة الغنائية، وأصبحت اسماً فنياً منافساً بقوة، كما أصبح لها حضورها الفني اللافت في الحفلات والبرامج والسهرات الغنائية.
أكثر حظاً
يعتبر أبناء النجوم أكثر حظاً من غيرهم، فأبواب الشهرة مفتوحة لهم على مصراعيها، كما أن خبرة آبائهم في مجال الفن، مهد لهم الطريق، وأزال العوائق أمامهم، فجعل وصولهم للجمهور أسهل بكثير من وصول غيرهم، ولكن هذا لا يلغي حقيقة أن لكل مجتهد نصيباً، وأن من يسعى للتميز يناله. ولا يقتصر ذلك على أبناء أهل الطرب والغناء، فهناك الكثير من أبناء الممثلين الذين تفوقوا على آبائهم في مجال التمثيل، والقائمة طويلة.