بدأ رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي العائد من زيارة واشنطن الى اطلاق مبادرة لوقف العمليات العسكرية في الأنبار، فيما اكد رئيس الوزراء نوري المالكي، انه أصبح مضطراً لخوض معركة الفلوجة، متوقعاً وقوع خسائر خلالها. وانتقد تسليح المعارضة السورية واعتبره «دعماً للإرهاب في العراق».
وجاء في بيان لـ»ائتلاف متحدون»، بزعامة النجيفي، امس أنه «رأس اجتماعاً لخلية الأزمة الخاصة بمحافظة الأنبار، تركز المحور الاول منه على أهمية تسريع العون الاغاثي المقدم إلى العائلات المهجرة بسبب الأوضاع الأمنية».
وقد رسم والمجتمعون «ملامح مبادرة وطنية شاملة لطرحها على كل الكتل والأحزاب السياسية لمناقشتها والوصول الى رؤية مشتركة من شأنها وقف الانهيار ومنع انتشار الأزمة الى مناطق جديدة».
واوضح البيان أن «النجيفي استعرض جهوده واجتماعاته مع الجهات الداخلية والخارجية لوقف كل الاعمال العسكرية واللجوء الى الحلول السلمية التي من شأنها ان تحقن دماء المواطنين وتعزل الجماعات الإرهابية».
وكان النجيفي عقد سلسلة اجتماعات في واشنطن ركزت، على ما قال الناطق باسم كتلة «متحدون» ظافر العاني، على الأزمة.
وقال العاني لـ»الحياة» ان «ملف الأنبار طُرح بقوة في اجتماعات واشنطن، وكان في سُلّم الاولويات لأن ما يحدث فيها يمكن ان ينتقل الى باقي المحافظات الست المنتفضة»، مشيراً الى ان «رئيس البرلمان اوضح للادارة الاميركية ان أصل المشكلة هي في عدم تلبية مطالب المتظاهرين منذ اكثر من عام والحلول العسكرية وحدها لا تكفي لإنهاء الصراع في المناطق الغربية».
وزاد: «أوصلنا رسالة (إلى البيت الأبيض) مفادها ان إرسال الحكومة ميليشات مدعومة من إيران للقتال الى جانت نظام (الرئيس بشار) الأسد في سورية أعطى المبرر لتنظيم «داعش» في العراق، وعلى الولايات المتحدة ان تضغط لإبعاد بغداد عن الازمة السورية».
وعن مبادرة النجيفي الاخيرة، قال العاني انها تتضمن «الوقف الفوري للعمليات العسكرية، واعادة تشكيل الإدارة المحلية في الفلوجة، وتعويض المتضررين وتقوية الشرطة كي تأخذ دورها في مكافحة الارهاب، اضافة الى العفو عن المسلحين من أبناء العشائر».
وتابع ان «واشنطن لديها اتفاق أمني مع بغداد ولديها القدرة على التمييز بين الارهابيين واصحاب المطالب الحقيقية، بعبارة أخرى اتفقنا مع واشنطن على ان مكافحة الارهاب لا يمكن ان تتحقق من دون كسب العرب السنّة».
وشدّد على ان مبادرة النجيفي كغيرها من المبادرات «لا يمكن ان تتحقق من دون موافقة الحكومة لأنها طرف اساسي في النزاع».
في غضون ذلك، أكد المالكي قرب اقتحام الفلوجة. ووتوقع في كلمته الاسبوعية أمس وقوع «خسائر في هذه المعارك، لكننا مضطرون إلى ذلك». وزاد: «لم يعد هناك متسع (من الوقت) لدخول الفلوجة وحسم الامر فيها».
واشار الى ان «المعركة ضد الارهاب تتعمق وتتسع في العراق والمنطقة»، مؤكداً «ضرب رتل محمل سلاحاً دخل الاراضي العراقية من سورية»، وأوضح ان «جبهة النصرة والقاعدة وداعش بدأوا يحشدون على حدودنا وكبدناهم خسائر كبيرة قبل ايام». وتابع ان «السلاح بدأ يتدفق من سورية الى العراق، وأقول للدول التي تتحدث عن دعم الجماعات والتنظيمات الإرهابية في سورية انكم تدعمون الارهاب في العراق».
وكانت وزارة الداخلية نشرت أمس صورة لزعيم تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» أبو بكر البغدادي الذي يعتقد بأن إسمه الحقيقي هو ابراهيم عواد الناصري.
وجاء في بيان للداخلية ان «الأجهزة الأمنية استطاعت في وقت سابق الحصول على ثلاث مكاتبات بخط يده (البغدادي) الملطخة بدماء الأبرياء، ما يدل على قرب الإيقاع برأس الفتنة».