أكثر ما يجيده البعض هو فهم الاشياء بالمقلوب والانشغال بالتفاصيل الصغيرة ، دعني مثلاً أحدثك عن حضور المراءة خلال اسبوع واحد فقط خلال زيارتنا معها الى عددا من المحافظات اليمنية للاحتفاء بذكرى فبراير ، ودعني أقلب لك صور جموع الناس معها بالأف وهي تخاطبهم بصدق وحماس .
سأحدثك عن حضورها في ميدان الستين يوم الذكرى الثالثة لثورة 11 فبراير وكيف لها ان قدرت ان توقد الحماس بين الجماهير الغفيرة ،، بعدها كيف استقبلها ابناء تهامة من مطار المدينة الى المركز الثقافي مساء اليوم التالي ، كما دعني أذكرك بدوريات رجال الامن التي كانت توجه الينا الرصاص قبل عامين واصبحت تؤمن طريق انتقالنا من الحديدة الى محافظة إب الاسبوع الاول.
سأطلعك على بعض صور ابناء محافظة اب وهي معهم أمام مبنى المحافظة و سأختتم اليك بمشهد وثائقي مسجل لكي تشاهد خروج ابناء الحالمة تعز في مشهد كرنفالي مهيب منذ وصولنا مدخل مدينة الحوبان وستدرك كيف التف سائقي الدراجات النارية وهم يهتفون " بالروح بالدم نفديك يا يمن " ويجوبون المدينة اضافة الى الاحتفال الكرنفالي مساءً اليوم في ساحة الحرية – تعز - وبحضورها .
بقي اشياء كثيرة يجب ان تعرفها ثم ساترك لك مجالاً للتعقيب .. خلال زيارتها التقت بأهالي الشهداء والجرحى وأبرمت معهم معاهدة سرية من خلال حديث عينيها وهي تستمتع الى حكايات رحيلهم ؟
حدث كل هذا في اقل من اسبوع ، واشتعل الفيسبوك بالحديث عن ذلك هناك من ذهب من الشباب للتعليق بإنصاف وانشغل اخرون بالمقابل بعكس ذلك .
ما أريد ان احدثك به الان ويعتبر الاهم وهو المقاربة بين الصورة الذهنية عن توكل كرمان في العقل الباطن للعالم وعقول اليمنين والظاهرة والمستترة بالمقابل .
لم يكن مخطئاً صديقي الكاتب محمد العمراني عندما قال لي ( توكل مشروع نهضة لو ان هناك من يفهم ) ستصدق قول محمد هذا وانت تراجع حضور المراءة العالمي اكثر من وزير الخارجية للبلاد خلال السنتين الماضيتين ، وستزيد يقينا بذلك لو انك تابعتني وانا احدثك عن حضورها خلال زيارتها لعدد من المحافظات وكيف تكلمت اليهم بصدق وتحدثت عن اوجاعهم وهمومهم فصدقوها .
لقد كان هدف الجميع من هذه الجولة باختصار تدشين مرحلة فعل ثوري جديدة حيث وانه كان معها كل قيادات الهيئة العليا لمجلس شباب الثورة والذين خرجوا سوياً من قبل عند اول صيحة للثورة هناك الى جوار سور جامعة صنعاء .
ماذا يريده الناس من المراءة وما الذي تريده هي منهم بالمقابل .؟؟
سؤال يلهث وراء اجابة ... بعض ما يريده الناس ويوجهون لها اللوم على ذلك ليس من مسؤوليتها ان اعدنا الكرة مرة اخرة ، وذلك لأنها لا تمثل جهة رسمية حتى نقدر على محاسبتها ،
تتسأل هنا بغرابة الاستاذة/ أسوان شاهر .. كيف لتوكل ان تفعل ؟؟ متى ما سافرت خارج البلاد قال البعض : تكبرت وتعالت ، ومتى ما سكتت قيل: باعت وخانت ، ومتى ما نزلت الى الشارع ومعها الناس والعالم قيل هذا استعراض وصناعة قذافيه جديدة.
دعك من كل هذا وفكر ما الذي تريده هي بالمقابل .. سأجيب عليك بلسانها دون ان اترك لك مجالاً للتفكير : ليس من مصلحتها الشخصية ان تزور المحافظات اليمنية وتلغي دعوة المشاركة التي وصلتها عبر بريدها الالكتروني نفس الاسبوع من اجل حضور عدد من المؤتمرات العالمية المهمة .
ركز جيداً تحدثت لك هنا من باب المصلحة الشخصية فقط مقارنة بحضورها الشخصي على صعيد مؤتمر عالمي يجمع مسؤولي القارات الاربع وليس من باب مصلحة البلاد والوطن الجامعة التي تجبرها على ترك كل ما دون ذلك .
لم نكن معها فريق عمل لبرنامج انتخابي معين بقدر ما كان برنامج وطني خالص تلخص في تنفيذ بعض ما اردت ان يشكل قفزة بالدور الكبير الذي ينتظره الناس من المجلس والعمل على حث الناس لاستكمال مشوار التصحيح الشامل تحت شعار الشعب " الشعب يريد اسقاط الفساد وبسط سيادة الدولة " ومعها بقية اعضاء التنسيقية العليا للمجلس على قلب رجل واحد .
لكم ان تعتبرون ذلك برنامج جولة زيارتنا معها الى المحافظات بالتزامن مع مثل هكذا ظروف تمر به البلاد .. الان لكم ان تحكموا بأهمية وأولوية هذا البرنامج الانتخابي الحساس والخطير ..
سنكون في انتظار أي برنامج منافس تقدمه اي جهة او حزب او حركة او شخص وترون انه اهم من الشعار السابق للمجلس والذي رفعه في عدد من اللوحات الكبيرة في شوارع العاصمة ..سنتفق حينها من يحب الوطن او يحب نفسه اكثر .
أخيراً يخطر في بالي ان اقول انطباعي باختصار " كان هدف مشاركتنا نبيلاً بحجم الثورة التي تضج في حنجرة الاستاذة / توكل كرمان ،، وبحجم عمق أ/عبد الغني الماوري ، ووطنية أ/علي الشريف، وا/ نبيل البكيري وطيبة قلب الناطق الرسمي " ميزر الجنيد " ، وشهامة أ/ عبد الله بن هذال ، وروعة أ/ فؤاد الحذيفي وعبد الرحمن باتيس ، وبقية الشباب عامر السعيدي ومحمد العليمي اضافة الى حنكة ماجد الشباطي وعبد الرحمن .