الأمر لا يتطلب جرعة

2014/04/28 الساعة 11:09 مساءً

قبل الحديث عن الجرعة الجديدة التي تنوي حكومة الوفاق الوطني إقرارها عل? المجتمع اليمني، يجب أن نعلم أن نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح قد تراجع عن فرضها لأكثر من مرة، بسبب خوفه الشديد من ردة فعل الشارع اليمني الذي صار نصف سكانه يعيشون تحت خط الفقر المدقع. واليوم وبدون خوف تسع? حكومة الوفاق الوطني التي جاءت عبر سيل من الدماء الزكية لشباب ضحوا بأرواحهم رخيصه في سبيل صناعة حياة حرة وكريمة إل? فرض هذه الجرعة، حت? وصل الأمر بأحد وزرائها بأن دعا الحكومة إل? إقرار الجرعة وأن عليها أن لا تكترث لغضب الشارع. حكومة الإخفاق الوطني التي أثبتت فشلها الذريع في تحسين وضع الشعب في كل الجوانب، بما فيها الجانب الاقتصادي، تريد أن تفرض عل? شعبها جرعة جديدة وتحت مسم? الإصلاح الاقتصادي، وكأنها بذلك - أي الحكومة - لا تمتلك بدائل أخر? تحسن من خلالها الوضع الاقتصادي إلا من خلال إرهاق المواطن المسكين الذي يحترق كل يوم بلهب فسادها المشتعل. حكومة الوفاق الوطني برئاسة الأستاذ باسندوة لا تعلم بأن الإصلاح الاقتصادي يبدأ أولا من خلال مكافحة الفساد بكل أشكاله والقضاء عليه، وهذا مالم تعمل به حكومة باسندوة حت? الآن، حيث وأن الفساد يستشري اليوم كل مفاصل الدولة بدء من التهرب الضريبي إل? الأسماء الوهمية في قطاعي الجيش والأمن ووصولا إل? تهريب مادة الديزل وغير ذلك، وكل هذا الفساد يوجد في ظل تقاعس الحكومة الحالية التي لم تعمل شيء حياله. فهل كافحت حكومة الوفاق الوطن الفساد المتعدد اليوم وقضت عليه أيضا حت? تصل إل? الأمر المحتوم وهو فرض جرعة جديدة عل? الشعب؟ صدقوني الأمر لا يتطلب تجريع الشعب، وإنما يتطلب قليل من الحياء لد? حكومة الوفاق، التي لم ترحم هذا الشعب المغلوب عل? أمره، ولم تخفف عنه كاهل فسادها الغير محتمل. ألا يكفي حكومة الوفاق أن الشعب لا يزال حت? يومنا هذا صابرا عليها ومازال أيضا يؤلها ثقته في حين أن العالم برمته لا يثق فيها؟والدليل عل? هذا أن كل المساعدات المالية التي أعتمدها مؤتمر أصدقاء اليمن لم تحصل عليها بعد حكومة الوفاق، والسبب في ذلك هوأن حكومة الوفاق الوطني الحالية ليست محل ثقة عند الدول المانحة. إذن الوضع الاقتصادي الهش الذي تقف عليه اليمن اليوم ليس بحاجة إل? أن تقر الحكومة جرعة جديدة. فقد يترتب عنها مالم يتوقعه أحد من اليمنيين، بل إنه بحاجة إل? أن تراجع حكومة الوفاق حساباتها وتقف بمسؤولية عند محاربة الفساد والحد من تفشيه، وأهم من ذلك هو أن تعمل بشكل صحيح حت? تنال ثقة الجميع بها.