عامان على انتصار معركة «السيوف الذهبية»، وسقوط حُلم «تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب» تأسيس مشروع دولتها الإسلامية في اليمن، عبر ذراعها المحلي «انصار الشريعة الإسلامية» ففي مثل هذا اليوم 12 يونيو 2012م اجهضت معركة «السيوف الذهبية» بقيادة الشهيد اللواء ركن سالم علي قطن هذا الحلم وأسقطته إلى الأبد الذي سعى التنظيم بكل قواه للشروع بتنفيذه محافظة أبين، وعزان بشبوة كنواة على طريق تأسيس الدولة الاسلامية في الجزيرة العربية. انتصار الجيش اليمني بالتعاون مع اللجان الشعبية «الجيش القبلي» والأجهزة الأمنية في معركة السيوف الذهبية في صيف 2012م مثل الخطوة الأولى للانتصارات المتلاحقة التي يحققها اليمن في حربه المفتوحة التي يخوضها ضد الارهاب، بل أن الانتصارات التي حققها الجيش في الحرب الأخيرة الشهر المنصرم في محافظات شبوة، وأبين، هي امتدادٌ واستكمالاً للنصر الذي سطرهُ أبطال القوات المسلحة ومعركتهم بقيادة الشهيد البطل اللواء سالم علي قطن قائد المنطقة الجنوبية العسكرية سابقاً المنطقة الرابعة حالياً لتحرير ابين من قبضة القاعدة.
بانتصار ابطال معركة «السيوف الذهبية»تم تدمير نموذج حُلم «الإمارة» الذي حاول»جماعة انصار الشريعة الاسلامية» إقامتها في محافظة ابين «امارة زنجبار – إمارة وقار» و»إمارة عزان» في محافظة شبوة، والتي كان من خلال هذه التجربة يسعى تنظيم القاعدة لتعميمها على بقية المحافظات حضرموت ، البيضاء ، ومأرب وصولاً إلى بقية المحافظات ليستكمل بذلك البناء الهرمي لتأسيس الدولة الإسلامية في اليمن بجزيرة العرب.
ولئن هذا المشروع ولد ميتاً قبل ان يرى ألنور، رغم اساليب الترغيب والترهيب التي انتهجها «انصار الشريعة « لاستمالة عاطفة وتأييد المواطن، فكان حتماً سيعلن عن وفاته وبطلانه واستحالة نجاحه في هذا البلد، لعدد من العناصر والعوامل الذاتية التي لا توفر الشروط المواتيه لنجاحه لعل أبرزها: انهُ جاء لينقل تجربة فاشلة كتجربة طالبان في افقانستان، كما انه كان مثل ضربه واضحة لنضال الشعب اليمني وتضحيات ابناؤه وما قدموه على طريق مشروع تأسيس الدولة المدنية العصرية، كنتاج يتناغم ويتواكب مع تطور المجتمعات والدول في المحيط الاقليمي والدولي التي يسودها العدل والحرية والمساواة، إلى جانب ان مضمون ما يحمله مشروع «تنظيم القاعدة» يُكرس الولاء للفرد والعودة الى الخلف لقرون وعقود من التاريخ.. تغير الواقع اليوم عما كان عليه في تلك القرون ، ويؤسس بذلك الولاء الفردي زرع الفوارق بين ابناء الوطن الواحد بصورة مغايره للدولة الاسلامية التي عرفتها المجتمعات الاسلامية ، وفرض المسميات والولاء بقوة السيف وإباحة دماء المسلمين وقتل النفس البريئة التي حرم الله تعالي قتلها إلا بالحق.
لهذا كانت ارادة الشعب وأبطال القوات المسلحة واللجان الشعبية الأقوى، وكانت السيوف الذهبية صانعاً لهذه النصر الذي سيخلده التاريخ المعاصر وسيكتب بحروف من ذهب عن الملاحم البطولية التي اجترحها ابطالها، ليسقطوا بصمودهم الاسطوري ومهاراتهم القتالية هذا المشروع الذي يستهدف النيل من الشعب وكرامته وعزته.
لم يبق اليوم من هذا الحلم الدمار والخراب وأثار الحروب المادية النفسية، ومآسي والأم النزوح التي لم تندمل جروحها بعد، بل ستظل شاهدة على مدى الضرر وآثاره وما لحق بالوطن والمواطن كأحد نتائج هذا المشروع الميت الذي اراد «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» ان ينفذه في مناطقهم وهم برء منه تاركين ديارهم نازحين إلى الاماكن الأخرى ليدفعوا بتشردهم ثمناً لموقفهم الرافض لتأييده.
لم يُكن إمام الجيش خياراً آخراً غير المواجهة والحرب للتعامل مع هكذا وضع بعد ان استنفذ كل المحاولات والفرص التي منحها هذه الجماعات للعودة إلى رشدهم وعدم السير في هذا الطريق الظلامي الخاطئ المؤدي بهم الى الفشل، كما فشلت تجارب مماثله له في السابق، كدولة طالبان افقانستان وغيرها ، ودعوته للكف عن تحويل الوطن الى ساحة لهذه التجارب التي لا تخدم الوطن والمواطن.. ولم يكن ذلك ضعفاً، ولكن حرصاً على حقن دماء المسلمين وليجنب الوطن وأبين وبقية المناطق الدمار والخراب الذي لاتزال آثاره قائمه إلى يومنا هذا.
اثبتت التجارب على مر العصور فشل محاولات نقل التجارب والمشاريع وفرضها على ارادة ألشعوب، وبرهنت الوقائع انهُ لن يكتب لها النجاح حتى وان بدأ واستمر بعضها، انما يظل ذلك في اطار زمني مؤقت ثم تستنهض الشعوب لتشييع وفاته، وكثيرة هي الامثلة التي عايشتها بعض الشعوب في الأمس القريب وان كانت تختلف من حبث العقيدة إلا انها في الأخير اثبتت فشلها لنفس العوامل الذاتية وألموضوعية، وهذا ما حصل في اليمن عندما اقدم «تنظيم القاعدة» متحدياً ارادة الشعب اليمني ليفرض عليه مشروع اقامة إماراته التي كان يسعى بتحويلها إلى نواة لهيكل الدولة الاسلامية المزعومة التي حلمَ بإقامتها أُمراء وتجار الحروب الإرهابيين محاولين مغالطة المواطن برفع الشعارات الرنانة الشكلية البعيدة عن اقامة وتحقيق العدل والمساوة التي كاد المواطن البسيط ان ينساق خلفها، لكنه بوعيه وبإدراكه الوطني لخطورة هذا النهج والطريق المدمر أبى ان ينجر خلفهم رافضاً استمرار هذا المشروع ليسقطه في مزبلة التاريخ قبل إن يتجاوز عام على تأسيسه في 12 يونيو 2012م ، وبانتصار أبطال السيوف الذهبية انتصر الحق على الباطل وانتصر دُعاة الخير والعدل والمساواة على دُعاة الشر والظلم والظلام والبغي والعدوان ولم يبق اليوم بعد مرور عامين على ذلك إلا الدمار والخراب وأمراء دون امارات.