زمان في جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية لما كانت التربية تربية والتعليم تعليم ، كانت الدولة تحتفل في العاشر من شهر سبتمبر من كل عام بيوم تسميه عيد العلم ، وكان رئيس الجمهورية بنفسه يحضر الإحتفال ويكرم التربويين الفضلاء و أوائل الطلبة في مختلف المراحل الدراسية ، وكذا الأسر المثالية الحاصل أبناءها على المراكز الأولى في الدراسة ، هذا كان زمان أما اليوم و قد صارت التربية بلا تربية والتعليم بلا تعليم فقد تم عن عمد إلغاء تلك المناسبة ، و هذا ليس بمستغرب فحال التعليم في البلد الآن لا يشجع على إقامة مثل تلك الإحتفاليات خاصة و أن المؤسسة التعليمية لم تعد تتمتع بذاك الإحترام و التقدير الذي كانت تحضى به سابقا ، حيث لا مدرسين أكفاء ، و لا طلاب ملتزمين ، و لا مرافق دراسية مؤهلة .
غالب المدرسين همهم فقط إستلام رواتبهم آخر الشهر دون إستشعار حقيقي بالمسئولية المهنية و الأخلاقية التي عليهم و لا يهمهم الحصيلة التربوية أوالعلمية لطلابهم لسان حالهم يقول تعلموا و إلا عنهم ما تعلموا . أما الطلاب فحالهم يصعب على الكافر كما يقال ، فهم ضحية و جاني في ذات الوقت فلا دراسة تمام و متابعة و لا إشراف ، ثم في أيام الإختبارت و الإمتحانات غش على قفى من يشيل و بالمجان لتكون الحصيلة النهائية تخرج جيل فاشل ، عاجز ، بدماغ فاضية .
طلاب مكدسون بالأكوام في فصول دراسية ضيقة داخل مدارس مخربة ، أثاثها مكسرة ، يفتقدون لمناخ تربوي وعلمي مشجع على التحصيل . و أنا هنا عموما لا أوجه اللوم لأحد بعينه فالكل مشترك في الجريمة و متسبب في الوضع المزري التي وصل إليه وضع العملية التربوية و العلمية في الوطن كلهم سواءا السلطة أو المعلمين أوالأسرة أوالطلاب أنفسهم ، الجميع عليه نصيب من وزر ما آلت إليه أحوال التعليم و عليهم أيضا تقع مسئولية المعالجة والتي تحتاج لإخلاص و صدق مع الله عز وجل أولا ، ثم مع ضمائرنا . لقد حذرت في مقالات سابقة وناديت ، وما زلت أكرر تحذيراتي وأنادي ذوي الإختصاص بضرورة تحمل مسئولياتهم التي و ضعها الله تعالى على عاتقهم و القيامبها بأمانتها و إلا فإن الإهمال و التسيب و التقصير سيؤدي لنتائج تدمرالوطن و يدفع ثمنها المجتمع بكامله .