أي حين دخلت القصر!؟

2014/10/17 الساعة 12:39 صباحاً

 

 لا تخلو صفحة بملازم حسين الحوثي من عبارات أو معاني طائفية وعنصرية وسلالية.. خطابات عبدالملك الحوثي تنضح طائفية وعنصرية وسلالية.. قيادات جماعة الحوثي هم دائما وأبدا من يلوك مصطلح “الوهابية” و”الزيدية” التي كان الشعب اليمني قد نسيها.. شعار “اللعنة على اليهود” طائفي بامتياز.

جماعة الحوثي تأسست –كما يقولون- على أساس “الدفاع عن المذهب”، فهي جماعة مبنية على الطائفية من أساسها.. لقب “السيد” الذي لا يقبل الحوثي خطابا بدونه لقب طائفي سلالي.. “التُّوزة” التي يرونها تميزهم عن الآخرين مظهر طائفي سلالي.. وإلى آخر هذا مما لا عد له ولا حصر.

الطائفية والسلالية لا تصلح أبدا أن تكون تهمة في غيرهم، فضلا عن أن تكون تهمة بيدهم يرمون بها الغير، ورغم هذا يأتي قيادي حوثي ويطالب بمحاكمة أي وسيلة إعلام تمارس التحريض المذهبي أو الطائفي أو المناطقي أو السلالي كما يقول، بل يضيف إلى هذه الوسائل الإعلامية صفحات الفيس بوك. وهي كلمة حق يراد بها باطل، ولافتة جديدة يريد الحوثي أن يكمل بها خطواته في الاستئثار بالحياة وليس فقط الاستئثار بالحكم، ويريدها أن تكون هذه المرة باسم القانون الذي أصبح تحت يده ويد شريكه في الحكم.

علي صالح الذي كان هذا الحوثي إلى عهد قريب يصفه بالطاغية والدكتاتور لم يتطرق رغم ثلاثة وثلاثين عاما في الحكم للـ”فيس بوك” كوسيلة إعلام بيد المعارضين، لكن هذا الحوثي الذي قيل له “أي حين دخلت القصر؟ قال: أمس العصر” يريد أن يغلق مكاتب القنوات الفضائية والصحف والمجلات وصفحات الـ”فيس بوك”، بل يفعل هذا الآن سلوكا وممارسة، ولا يكشف فقط عن اعتزامه ذلك مستقبلا.

جماعة الحوثي تريد أن تحكم صنعاء واليمن في الظلام على نحو ما تفعل في صعدة منذ سنين، ولا تفرق بين أن تعيش حاكمة في صنعاء وبين أن تعيش في كهف بأحد جبال صعدة.

الأدوات التي تريدون أن تسحقوا بها الآخرين لتثبيت حكمكم سيستخدمها علي صالح ضدكم عما قريب.. تتوهمون أنكم أقوى من الأحزاب بفضل منهجيتكم المسلحة وبما تحصلون عليه من دعم سياسي ومالي من الداخل والخارج، وهذه الظروف لن تدوم، فغداً إذا قضوا منكم وطرا ستنقلب المعادلة، وسيعود هذا القيادي فيكم أقل مما كان عليه قبل أن يلبس الكرفتة الحمراء ويخرج على الفضائيات ناطقا بلسان الحاكم ومتكلما باسم علي وقلب يزيد.

بمقدور أدوات المكياج التلفزيوني والإضاءة الساطعة في الاستوديوهات أن تطمس عن المشاهدين البثور في وجوهكم لكن هذه الأدوات لم تتطور بعد إلى الحد الذي تطمس فيه حبوب الجدري الطائفية والعنصرية والمناطقية المحفورة على وجوهكم منذ تأسست جماعتكم في بداياتها الأولى.

الحوثيون مثل العانس الدميمة التي يأتيها خاطب غني، “مش مصدقين” أنهم وصلوا للحكم، و”قلة المالفة حنبة” كما يقال في الكلام الشعبي.. وبمجرد أن طبطبت دولة إقليمية على ظهورهم وقالت لهم “شَبَاش”، وضربت لهم أخرى على صدرها اعتقد بعضهم أنهم ملكوا الدنيا والآخرة، وأنه صار بوسعهم أن يسدوا الفضاء الرحب ويغلقوا أبواب “السماوات المفتوحة” بلواصق كتبوا عليها بعض الشعارات والاتهامات بحق الغير..

بالأمس القريب كان هذا القيادي يتحدث بمنطق الثائر، وسرعان ما غدا اليوم يتحدث بمنطق الحاكم المستبد، وما أقرب أمسه في المعارضة من يومه في الحكم، لكن العقل الفاسد هو الذي يرى قرب المسافة بين الأمس واليوم ثم لا يرى المسافة بين اليوم والغد بذات القرب!!