بالرغم من خسارة منتخبا الوطني اليوم أمام المنتخب السعودي الشقيق وخروجنا من تصفيات كأس خليجي 22 إلا أنه خروج مشرف لفريق يمني جديد بكل المقاييس ابتدءاً من أعمار اللأعيبين وانتهاءً بالأداء المتميز والرائع فقد أستطاع الفريق اليافع أن يوحد قلوب وعيون اليمنيين في الداخل والخارج ، وأن يبهر ويلفت أنظار الخليجيين والمشاهدين في كل أنحاء العالم وأستطاع بحق أن يعيد الينا الفرحة والأمل في قدرة اليمني العريق على مواجهة التحديات والعقبات أن أجتمع على قلب واحد ، وأجمع على أن لا مصلحة حزبية ولا جهوية ولا مذهبية تعلو فوق مصلحة اليمن .
واليمن قوته في تحقيق إرادة شعبة وتطلعاته في العيش الكريم والمواطنة المتساوية , الوحدة ليست بالحرب ولا بالإقصاء أو الظلم والكراهية بل بالشراكة والمناصفة والعدالة والسلم الاجتماعي ، الجنوب همش وظلم طيلة 22 عام وكذلك الشمال عانى الظلم والقهر منذ 33 عام فكلا الشعبيين لم يستطيع أن يحقق أهداف ثوراته المتعاقبة ، ولكن تظل الإرادة السياسية بقيادة الرئيس هادي وحكومة الكفاءات الوطنية الجديدة ، وعزيمة الشعب في الجنوب والشمال هي القطرات التي سيأتي الغيث كاملا منها واليها.
مازالت المواجهات الرياضية التي سيواجهها منتخبنا اليمني كثيرة سوى على مستوى الاقليمي أو على المستوى الدولي وعلينا فقط أن نستفيد من خسارتنا ونتطور ونعزز الثقة ونتقوي عزيمتنا ونتجه للعمل البناء والايجابي لأنه لولا التجارب الفاشلة لما سمي النجاح .
فلا نعجل ونحبط ونطلق الاحكام بذاتية وبناء على تجارب فاشلة خاضها من سبقونا لأسباب كثيرة ، ونحاول أن نثق بالله ثم بأنفسنا لأن التغيير يأتي من داخلنا أولا فالله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وخير مثال منتخبنا الوطني الجديد الذي برغم فشل من سبقوه والمعاناة التي يعانيه شعبه وأرضه أثبت أن ارادته مع فعله الكروي المتميز أستطاع أن يفوز رغم تعادله وخسارته بشهادة الكل .
وكذلك يقع القول لحكومتنا الجديدة التي عليها أيضا أن تستفيد من فشل الحكومات السابقة وأن تضع نصب عينيها اليمن الجديد ، وتفعل فعلا وطنيا مشرفا يليق بالثقة التي منحت لها وبطموحات وتطلعات الشعب الصابر والعريق .
ولنقول أن أول الغيث قطرة وان الأمل بالله أولا ثم بقيادتنا الحكيمة والشعب العظيم وان الأمن والاستقرار والتنمية قادم بأذن الله أن أحسنّا في ٌالنوايا والأقوال والأفعال .
قال تعالى : مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ صدق الله العظيم