صلاح السقلدي
لم يكن المزارع الهندي الذي كان يسكن بإحدى مزارعه بمعية اسرته الصغيرة يعرف ان خاتمته واسرته ستكون مأساوية ومؤلمة بتلك الطريقة المرعبة, حين اتخذ من ثلاث حيات سامة ضارية سلاحا له لمواجهة الفئران التي كانت تأكل قمحه وأرزه ومحاصيل أخرى ,وتأتي على كل هذه المحاصيل السنوي كسائر محاصيل كثير من مزارعي الهند وبعض دول جنوب شرق أسيا. فقد بدأت قصة هذا المزارع التعيس حين كان يلاحق ذات يوم إحدى الحيات السامة ليقتلها, ولكنه قبل ان يصل إليها لاحظ انها تتقنص على الفئران وتأكلها. ومن حينها وضع هذا المزارع في عقله معادلة الربح والخسارة بين والإبقاء على هذه الحيات وبين قتلها في مزرعته, و حسبها حسبة أيهما أخف الضررين: وجود هذه الافاعي بالمزرعة وبين ووجود الفئران الضارة. فقاده تفكيره القاتل الى ان ضرر الفئران هو ضرر موجود فعلا ويتأذى منه كل يوم ولكن ضرر هذه الافاعي الثلاثة ليس مؤكدا وهو ضرر يحتمل وقوعه ويحتمل بقدر كبير عدم وقوعه. وبالتي خلص هذا الهندي الى مغامرة خطيرة ان يترك هذه الافاعي تقوم بإبادة هذه القوارض المزعجة. ولكن حدث له ما كان يخشى وقوعه , فقد هربت جميع الفئران خشية الافاعي, ولم يبق امام هذه الافاعي التي وجدت لها متسع من الحرية والفسحة من مصدر للطعام إلا ان تهجم ذات ليلة ظلماء على أولاد هذا التعيس الهندي وتفتك به وبهم . وكانت المأساة, وارتد السلاح الى صدره ووقع في جحـيم تفكيره المغامر.!! تذكرتُ هذه القصة وأنا اشاهد تحالف مدمر لبعض القوى السياسية والقبيلة والحزبية اليمنية مع تنظيمات إرهابية متطرفة بوجه خصوم هذه القوى السياسية بعد ان رأت ان تلك الجماعات المتطرفة تناصب خصومها وخصمهم المشترك العداوة وتقوم نيابة عنها بمحاربتهم. وهذه القوى الحزبية والسياسية وهي تتحالف مع تلك الجماعات المتطرفة وتمدها بكل اسباب القوة وتمنحها الغطاء الإعلامي والمالي وتبرر لها افعالها تعرف انها تلعب بالنار وان تلك الجماعات بعد ان تتخلص من هذا الخصم المشترك هي خطر على الجميع بمن فيهم هؤلاء الداعمين أنفسهم. وقد راينا بالسنين الخوالي كيف وقع أصحاب مثل هذا التفكير لخديعة ذلك الطبع اللئيم .وكأني بالمزارع الهندي يتلوى أمامي ألماً من لدغة الافاعي وحرقة نقيع سمها الزعاف القاتل. و(لله الأمر من ...