لله درك أيتها الأم الحنون، فكم كان لكي الفضل في تعليمه وتطبيبه وتوفير له رفاهية العيش ، لله درك أيتها الصادقة الوفية الرحيمة، كنتي ملاذه الآمن ومستقره المطمأن، كنتي تعدينه لأوقات العجز والضعف والحاجة، ولكنه كان غدارا قبل أن يكون عاقا، كان مكارا ومتاجرا بك قبل أن يكون عاصيا ومتمردا، كان لئيما وحاقدا عليك قبل أن يكون مقصرا وغير مبالي بك وباحتياجاتك له في الظروف العصيبة. عدن المدينة المدنية الراقية بتركيبتها، الحضارية بتعامل أهلها مع كل من سكن ولجأ اليها، عدن المنجبة للرجال البواسل، عدن النموذج في التعايش السلمي بين مختلف الفئات والأطياف، عدن السلام والعلم والفن والاقتصاد والامن والامان والحب والثقافة، عدن العاصمة التي كسرت حاجز العنصرية والفئوية قبل ظهور الآيدلوجيات الديمقراطية والعلمانية ونظريات الحداثة، فأحتضنت كل من قصدها للعيش بألفة وسلام، بغض النظر عن أنتماءه السياسي ومعتقداته الدينية ونسبه القبلي وأنتماءه المناطقي، فقط كان من يريد أن يسكن عدن عليه أن يكون عدنيا الهوى والهوية، ليكون حينها قد سجل أسمه في سجل الانتماء والولاء للجنوبي العربي الأغر، هكذا كانت عدن ...وهكذا كان يجب على من قصدها. أن ماتعانيه عدن اليوم من غدر وخيانة ونكران لها ولابنائها الذين التزموا بما يمليه عليهم حق العيش والملح مع من شاركهم به، كان غير متوقعا او بالاحرى لم يطرأ على بال عدن وأبنائها البارين بها، فحتى أكثر المتشائمين لم يتخيل يوما أن يقدم بعض من سكنها وتمتع بخيراتها وتلحف بدفئها واستجمم على شواطئها الساحرة أن يهدم منازلها ومساجدها، أن يحرق علمها ويفجر منجزاتها ويطمس هويتها ويخرب منشآتها ويعطل موانيها ومطاراتها، لم تتخيل عدن أن من أمتص ثرواتها وسكن فللها وأمتلك المحال والعقار وتعلم بأرقى جامعاتها أن يقدم على تدنيس مقدساتها وقتل شعبها وتعذيب أطفالها وأغتصاب نسائها وأهانة تاريخها والاساءة لسمعتها وتشوية صورتها وهدم حضارتها. أن الأمر الذي يجب أن تعيه عدن ويدركه أبنائها الصالحون هو أنه كلما زاد حنانها لاهل الغدر والخيانة كالحوثيون وجماعة المخلوع صالح ومن يساندهم من مرتزقة وحثالات الجنوب كلما زاد حقدهم وكراهيتهم لها، وكلما زادت طيبة أبناء عدن والجنوب في تعاملهم مع هؤلاء الخونة زاد عدد القتلى في صفوف أبناء عدن والجنوب وزاد عدد جرائم التعذيب والاغتصاب والاهانة والذل والتشريد والجرحى لمجتمع عدن المسالم وشعب الجنوب الصامد، فقط لان شعار عدن وابنائها الجنوبيون هو السلام، بينما شعار أعدائها هو الحرب ثم الحرب،،، أعتقد أن باب الخيانة والغدر لازال مفتوحا على مصراعيه، بيد أن مسلسل الهدم والقتل والتعذيب لازال مستمرا ، المسرحيات التي تتم في في الداخل والخارج لازالت تنتج بشكل اخراجي مذهل، الضحك على الدقون والمتاجرة بالدين والتغرير بخيرة شباب الوطن مستمرا، تصغية الحسابات وخلط الاوراق وفبركة الحقائق مستمرة، التحالفات والمعاهدات القبلية بين القاتل والظالم والمجرم والجزار لازالت توقع في وكر الحية على جلود جنوبية وبدماء الضحية!! أضف الى ذلك تلك التعيينات التي سبقت مؤتمر الحوار المزمع عقدة في 17/5/2015 في الرياض الا واحدا من تلك الرؤية التي سبق وأن تنبأناها وتحدثنا عنها سابقا رغم المعارضة والانتقاد لها من قبل أبو شريحتين! صحيح... قد يكون هناك مبررات كثيرة لدى بعض القوى الداخلية والاقليمية الا اننا في تالي الامر لن نرضى العودة بلا وطن بلا كرامة لا هوية بعد كل التضحيات التي قدمتها عدن والجنوب، وما دعاني لكتابة هذا المقال المختصر هو : أنني تخيلت بأم أو زوجة أو أب أو أخ شهيد قدم روحه فداء للدين والأرض والعرض ، قدم روحه رخيصة من أجل تحرير وطن من ظالم وقاتل وجزار ، تخيلت أهل وأقارب الشهداء وهم في باب اليمن يفترشون الأرض أنتظار لموكب حميد الأحمر أو أحمد علي عفاش أو علي محسن أو عبدالملك الحوثي أو الزنداني او توكل كرمان أو حتى ضبعان أو السقاف من أجل أعتماد رواتب لشهداء الجنوب، تخيلتهم كذلك ولسان حالهم يقول : لعنت الله على هادي الذي أعادنا الى باب اليمن ونحن كنا على وشك الانتصار والسيطرة على بوابة العرب بوابة العز والشموخ. أحبتي في الجنوب، علينا الاستمرار في المقاومة حتى استعادة الدولة وأن نرفع شعار الثلاثة لاءات : لا لا لا ...قبل أن يشملنا( لا ) وآحد من قبل أعداءنا في الداخل والخارج !! لا.. للوحدة مع أهل الغدر والخيانة والارهاب والتخلف. لا .. لشرعية تنتقص من شرعية نظالنا وشرعية مطالبنا في حق التحرير واستعادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وعاصمتها عدن. لا .. للحوار أوالتفاوض مع من قتل رجل أو طفل أو شيخ أو أمرأة او هتك عرض أو نهب ريالا أو عذب أو جرح أو شرد انسان أو بسط على أرض أو خان عهد أو هدم منزل أو دنس مسجدا في الجنوب العربي. نعم... نحن من يقرر ونحن أصحاب القرار في تقرير مصيرنا وسنفرض اللآءات الثالثة طاعة لله ووفاء لدماء الشهداء، وسنعيش الحقيقة على أرض الواقع وسنصبح أحرارا وأسيادا على أرضنا، حينها سنعيش بكرامة، نبني ونعمر ونتعلم ونتوظف ونأمن ونستقر ونتعايش مع بعضنا البعض في جنوبنا العربي الحبيب....أن شاء الله. بقلم / غسان محسن العمودي