أمجد خليفة
تزخرفت عدن وازدانت جمالاً وظهرت بأبهى حُلَّىوأروع مشهد باستقبال فلذات أكبادها ورجالها الأبطال المأسورين لدى المليشيات الانقلابية الذين تم أسرهم من قبلهم أثناء الحرب البربرية على عدن، فمكث هؤلاء الأسرى لأكثر من خمسة أشهر تحت وطأتهم يعانون من تهكمهم وشر صنيعهم، فلم يهدأ لنا بالاً أو يهنأ لنا عيشاً ونحن لا نعلم بمصير إخواناً لنا وأصدقاء نشئنا سوياً على حب عدنوناضلنا معاً في الدفاع عن حريتنا، كيف لنا غير ذلك ونحن نعلم جيداً أنهم بحوزة من لا يراعون في الله لومة لائم ولا يحترمون حرمة لأحد ولا يوفون بعهد ولا ميثاق ويحملون في قلوبهم الحقد والكراهية لنا.
أسرانا في سجون المتمردين ذاقوا أشد أنواع العذاب وأقسى أصناف التنكيل وقد قام المعتدين باستخدام وسائل شتى وأساليب مختلفة في طرق الممارسات التعسفية تجاه المأسورين لديهم لإذلالهم وتمريغ أنوفهم التراب، فتارة يتم ضربهم وتارة يمنعوا الطعام عنهم وتارة يقدموا إليهم طعاماُ فاسداً منتهية صلاحيته وأخرى يصعقوا بالكهرباء وغيره من الصور البشعة التي يأنفها كل إنسان حر ولا يقبلها إلا مستبد، ومع كل ذلك ظلت رؤوس أسرانا الأشاوس عالية ولم تخنع لكل ذلك ولم تخضع أبداً وتحملوا العذاب المميت في سبيل أن يبقوا أحراراً فصمدوا كصمود جبل شمسان وثبتواكثبات قلعة صيرة، حتى فرج الله عنهم وتحرروا.
نعم تحرروا بفضل الله ومن ثم أشخاص سعوا بكل ما أوتوا من استطاعة لفك أسرهم وتحرير قيدهم، فالشكر موصول لهم بعد الله عز وجل، وأنهم أعادوا الفرحة إلى قلوبنا والبسمة إلى شفاهنا وأرجعوهم إلينا وإلى أهليهم ومدينتهم ليستنشقوا معنا عبير الحرية والانتصار ويتنفسوابيننا عبق العزة والكرامة، ويشاهدوا مدينتهم كيف قد استطاعت نفض غبار الحرب وإعادة تطبيع الحياة فيها وبداية تشييد التعمير والبناء لها، في وقت قد تركوها عندماأُسروا وهي تتألم وتُدمر من مقت العدوان وتأن وتعاني من تسلط الطغاة، فالشارع العدني على ثقة كبيرة ويقين جازم بأن هؤلاء الأحرار من الأسرى سواعد متينة وعقول مفكرة أضيفت لنا ليشاركونا العمل على تصحيح الأوضاع والسيربسفينة الوطن قدماً إلى بر الأمان.
فهنيئاً لنا ولكم تحرركم وحريتكم وبوركت لكم أيامكم وأسعد الله أوقاتكم بالخيرات والمسرات وأصلح الله بكم البلاد والعباد وجعل الخير فيكم لتقويم الأوضاع، وبمشاركة الآخرين لكم على رسم ملامح الوطن الذي نحلم به، وترسيخ دعائم المدنية ونشر روح التعاون والعطاء في بذل الجهود والتضحيات، لكي يعيش كل الناس أحراراً ولا نركع إلى لخالقنا سبحانه وتعالى ويسود العدل والقانون أرجاء الوطن ونحق الحق ونظهره مهما كلفنا الثمن.