د. عبده البحش
انها الجريمة التي اهتزت لها اليمن بأسرها واهتزت لهولها المنطقة الوسطى في اليمن ومخلاف خبان بالذات، الجريمة التي هزت جبال وسهول وادي بنا ومديرة النادرة بالتحديد، جريمة سفك الدماء وازهاق الأرواح بكل برودة، انها جريمة العصر التي طغت على اخضرار وادي بنا وجعلته يتوشح بلون الدم في أيام رمضان المبارك، انها جريمة الحوثيين التي فاقت كل الجرائم وتعدت كل الحدود واستباحت دماء اليمنيين دون وجه حق، جريمة قتل شباب في عمر الزهور وبطريقة وحشية تهتز لها السماوات وتخر لها الجبال وتتشقق لها الأرض، لكن ضمير القتلة لم يهتز ولم يتحرك وكأن قلوبهم حجارة او اشدة قسوة.
عنوان هذه الجريمة هو المسيرة القرآنية، الثقافة القرآنية، القران الناطق، نصرة المستضعفين، الصرخة في وجه المستكبرين، وغيرها من الشعارات والمزايدات السياسية المتسترة بأيديولوجيات دينية وطائفية، تستخدم للتعبئة والتحريض والقتل والجريمة فقط لا غير، ولولا هذه الثقافة الدينية الطائفية والتشدد والتعصب الاعمى لما حدثت هذه الجريمة وغيرها من الجرائم البشعة على امتداد مساحة الجمهورية اليمنية، فكلما وصلت المسيرة القرآنية الى منطقة جعلت اعزة أهلها اذلة وشردتهم وفجرت بيوتهم ونشرت الرعب في أوساطهم وسفكت دماء أبنائهم.
ومع بشاعة الجريمة التي صعقت وادي بناء ومديرية النادرة واذهلت المنطقة الوسطى في اليمن ان لم نقل كل اليمن، حيث ذهب ضحية المجزرة الحوثية في النادرة ثمانية شباب في عمر الزهور، يقول الأهالي انهم كانوا يقطفون القات اثناء الاعتداء عليهم وقتلهم، الا ان ما يثير السخط ويبعث على الحزن ويجعل القلب يقطر دما هو ذلك الأسلوب الذي اتبعته المسيرة القرآنية لمعالجة اثار هذه الجريمة، حيث قرر اتباع القران الناطق نحر ثلاثة اعجال بدلا عن قتل وازهاق أرواح ثمانية رجال من خيرة شباب النادرة، فهل يعقل ان هذه ثقافة قرآنية كما يسمونها الحوثيين، وهل يعقل ان يكون القران الناطق يصدر احكاما بهذه الطريقة المثيرة للاستغراب، التي يصبح بمقتضاها عنوانا جديدا وثقافة جديدة مفادها الاعجال مقابل الرجال، هل هذه مسيرة قرآنية؟ وهل هذا قران ناطق؟ وهل هناك عرف او شرع يقبل ان يجعل من الاعجال ثمنا وبدلا لأرواح الرجال.