ما جرى من مسرحية هزلية في مجلس النواب، اليومين الماضيين، كانت مسرحية هزلية بكل ما تعنيه الكلمة، كانت خطة عفاشية متأخرة جدا في محاولة واضحة للنيل من الرئيس عبد ربه منصور هادي، ولعل " الأصدقاء والحلفاء " للانقلابيين نصحوهم في اللحظات الأخيرة، بأن لا يرتكبوا المزيد من الحماقات، وان يعدلوا عن المخطط الذي كان برؤوسهم، وهو الإطاحة بالرئيس هادي، رغم أن ذلك بعيد جدا عن شنباتهم، فقد اكتفوا بتزكية مجلسهم الانقلابي بطريقة مسلوقة وسريعة، واحتفظوا بمخططهم لأنفسهم، رغم انهم يعرفون تماما أن هذا المجلس لن يعترف به احد، حتى ايران، ابرز حلفائهم وداعميهم في انقلابهم الأسود والأحمر!
لقد أثبتت الأيام أن الرئيس هادي رقم صعب لا يمكن تجاوزه من قبل بعض الأقزام والمحروقين والمخلوعين والمبردقين.. من قبل هؤلاء القوم الذين ظل الناس يتحدثون لعقود انهم قتلة وطائفيون حتى وان ارتدى بعضهم البدلات الغربية، فإن عقلياتهم تظل مريضة بالطائفية والمناطقية والمذهبية وتصفيه الخصوم، بكل الطرق!
لكم أن تتصوروا لماذا يحرص معظمهم – إن لم يكن جميعهم – في الآونة الأخيرة، بالملابس الشعبية، الزنة والعسيب والجنبية، أنها إشارات مناطقية ومذهبية واضحة، تكرس لونا واحدا في الساحة اليمنية، تكرس الهيمنة على المناطق الأخرى والسطو على ثرواتها، ولكم أن تتذكروا الخطوات الأولى التي بدأوا بها في انقلابهم، من خلال نشر المشرفين على المحافظات والذين لهم الكلمة الفصل في تلك المحافظات والوزارات ومؤسسات الدولة، فيما المسؤولون المعينون والمتعلمون، كانوا أدوات " لا تهش ولا تنش "...!
انه منطق القوة التي يفرضه هؤلاء على كل اليمن منذ مئات السنين، غير أن الرئيس هادي غير هذه المعادلة تماما، وكسرت هذه الشوكة في عقر دارها، فقد أتاحت السنوات الماضية لقسم كبير من أبناء تلك المناطق فرصة للتعلم والاحتكاك بالآخرين، فلم يعودوا يؤمنون بتلك الأفكار البالية والعتيقة، التي يسعى الحوثيون وعفاش إلى تكريسها وجعلها سنة من سنن اليمن، فمن سيقبل بحكم طائفي ومناطقي في اليمن بعد اليوم، وبعد ان وجدوا من قال لهم: لا وألف لا...!
مسرحية مجلس النواب، سوف يطويها النسيان خلال أيام، لكن ما لم ينسى ولن ينسى هو الفعل القوي الذي يشرف عليه هادي بشكل مباشر لتحرير صنعاء والمفاجآت المقبلة كثيرة.. فقط منها ما حدث امس في محافظة أبين، رغم كل المؤامرات، فهذه المحافظة المناضلين أهلها، اجتازوا واحدة من اهم الصعاب التي تواجههم، وهم يلفظون الآن العفن الذي جاء به عفاش إلى أبين والجنوب مع اللحظات الأولى لقيام الوحدة اليمنية...!
لكم أن تتخيلوا – أيضا – أن هادي غصة في حلوقهم وأعظم سد منيع أمام التهامهم للدولة اليمنية بكاملها، وبجواره تقف دول التحالف، رغم كل الإساءات والسموم التي تنضح بها شبكات التواصل الاجتماعي بحق الرئيس وتلك الدولة العظيمة التي تقف إلى جانب الشعب اليمني قلبا وقالبا!
شمسان عبدالرحمن نعمان