أمجد خليفة
هذه هي عدن وهؤلاء هم رجالها، لا يقبلون بالذل والمهانة، لا يخضعون للإنكسار والخسارة، أمهات عدن يُرضعن رجالهن العزة والكرامة منذ ولادتهم، فيتجرعون الحرية والإباء منذ نعومة أظافرهم، لا يقبلون بالضيم، لا يسمحون بالترويع.
متيسرون الحال، طيبون المعشر، فكاهيون المجلس، مناصرون الحق، مغيثون الملهوف، مثقفون الفكر، متدينون السمة.
يختلفون في الرأي ولا يخالفون الأشخاص، يجيدون المزاح ولا يجرحون القلوب، يساعدون المتعفف ولا يخدشون كبرياءه، ينادون بالخير ولا يحبذون الباطل.
قيمهم الوفاء، مبادئهم الكرامة، عنوانهم الشموخ، سواعدهم البناء، أنفاسهم الإباء، نبراسهم الحق، سماتهم الإحسان، صفاتهم التعاون، شيمهم العزة، نياتهم السلامة، قانونهم النظام، سعادتهم الصحبة، فرحتهم الألفة، أخلاقهم التواضع، كرمهم البسمة.
لا يمكن تمزيقهم، مُحال تفريقهم، لا يهابون الإعتداء، يخلعون انتماءاتهم المختلفة، ويتقمصون انتماء عدن إذا حاول أحدهم مهاجمتهم، فمن المستحيل هزيمتهم وهم يد واحدة ضد كل من يريد المساس بعدن.
شعارهم الحقيقي الذي لا يقبلون دونه:
"فإما حياةٌ فوق هامات العُلى *** أو في جِنانِ الخُلْدِ نجرعُ كوثرا"
فمهما كتب الكاتبون، وسطر المسطرون، وتحدث المتحدثون، وتكلم المتكلون، وعبر المعبرون، وتغزل المتغازلون،، لا يمكن الإيفاء ولو بالشيء اليسير في حق #عدن وأبناءها الشرفاء البسيطون.