أمجد خليفة
جون كيري وزير الخارجية الأمريكي يعرض مبادرة جديدة لحل الأزمة اليمنية بين طرفي الصراع في البلد حد قوله، فبذلك تجاوز المبعوث الدولي للأمم المتحدة لدى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد وانقلب عليه وتدخل في أمور لا تعنيه، فظهرت مبادرته الهشة ملتوية كحاملها، فجاء بها بشكل هزيل ودعا إلى "اتفاقية" لوقف الحرب في اليمن ووقف نزيف الدم المهدر بين أبناء الشعب بموعد أقصاه 27/11/2016م، وطالب كذلك في اتفاقيته السوداء كقلبه بتشكيل حكومة وحدة وطنية قبل انقضاء العام الحالي تضم في طياتها مختلف الأطياف والأحزاب، بما فيهم المتمردين والمنقلبين على شرعية الوطن ومدمرين الأرض والإنسان.
نعلم جميعاً عندما يطلق مسمى "اتفاق" فهو بالتأكيد بين طرفين، وهكذا تعلمناه منذ أن كنا صغاراً، والاتفاق المزعوم الذي جاء به حليف المتمردين في اليمن أنها بين الحوثيين ومخلوعهم التعيس وبين الشرعية ورئيسنا عبد ربه منصور هادي، فالطرف الأساسي والمحوري لتحقيق أي مآرب سياسية يمكن تطبيعها على أرض الواقع، لم يعلم بها ولم يستلم أي عرض رسمي حول اتفاقية لم يتفق عليها سوى طرف دون آخر، فكيف تسمى اتفاقية إذاً، عجيب أمركم يا من تدعون أنكم أهل السياسة وخاصتها المتميزة، فاتفاقيتكم التي أتيتم بها فهي أقرب بأن تسمى "قرار" ويجب الالتزام به.
فأكدت الشرعية عبر مدير مكتب الرئيس وكذلك وزير الخارجية بأنها لا تعلم أي شيء عن "اتفاقية" جون كيري التي صرح بها، وبذلك أوضحت الشرعية وبكل رصانة وثقة أن ذلك لا يعنينا، فذلك دليل ساطع على العمل المنظم التي تسيير عليه الدولة، وأن أي دعوة بشكل عشوائي لا تستند على أسس ذات برنامج واضح لن يتم التعامل معها مهما كان الداعي لها، وهذا العبث الذي أطلقتموه ولم تعلم به الشرعية سيتم تحويله بخباثة كما عهدناكم، إلى أن الشرعية ترفض السلام وهذا غير صحيح، فما جئتم به هو الغير شرعي، ولا يمت للسلام بِصله.
فلا يعتبر توضيحات الشرعية حول ما صرح به جون كيري رفضاً لعملية السلام، فقد قدمت الشرعية نماذج رائعة في تحمل صبية الكهف وزبانية المخلوع وكل ذلك لتحقيق السلام، من أجل احلال السلام ووقف هدير الدماء، منذ مفاوضات جنيف1، وجنيف2، ومفاوضات الكويت الأخيرة، وشهد العالم مدى تلاعب هؤلاء الذين ما زلتم تدافعون عنهم ودفاعكم عنهم مبرر لأنهم باختصار "صنيعتكم".
الشعب اليمني تجمهر بالملايين في جميع أصقاع الأراضي اليمنية والقيادة السياسية بأرفع مستوى، دائماً ما أثبتوا للعالم وللمتمردين حرصهم على السلام، ولن يتم السلام إلا بالمرجعيات الثلاث التي سبق وأن قدمتها الأمم المتحدة وتم الاتفاق عليها، فلا سلام إلا بالمبادرة الخليجية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، والقرار الأممي "2216"، فغير ذلك فهو استنزاف للوقت واستمراراً لإراقة الدم وتدميراً للوطن.