د.عبده البحش
قبل الخوض في الحديث عن تهديدات السياسي الإيراني علي أكبر ولايتي بخصوص اليمن والسعودية، دعوني أكون صريحا وأقول انه لو لا حالة الضعف والتشرذم التي تعيشها دول المنطقة العربية في هذه الحقبة الزمنية الأسوأ في تاريخ المنطقة بل والأكثر تخاذلا وتقاعسا وانحطاطا، لما تجرأ ذلك الفارسي النكرة بإطلاق تهديداته الكسروية الاستعلائية المتغطرسة ضد احفاد القعقاع بن عمر وسعد بن ابي وقاص وعمر بن الخطاب وخالد بن الوليد والفارس اليماني العربي القحطاني الحميري عمر بن معد كرب الزبيدي بطل القادسية الذي اذاق رستم الفارسي قائد جيوش الفرس الموت الزعاف بسيفه البتار صادحا بأعلى صوته “قتلت رستم ورب الكعبة”.
ان تصريحات المدعو ولايتي والذي يشغل حاليا منصب الأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية الشيعية، تمثل انتهاكا صارخا لعلاقات حسن الجوار ولكل القيم والأعراف الدبلوماسية المرعية على المستوى الإقليمي والدولي، بل وتمثل استخفافا بالدول التي صدرت التصريحات ضدها وهي الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، وهو ما يستدعي ردا عمليا حاسما ليس من اليمن والسعودية فحسب وانما من كافة الدول العربية وخاصة دول مجلس التعاون الخليجي والدول العربية المشاركة في التحالف العربي ضد الهجمة الفارسية على اليمن.
دعوني انقل لكم حرفيا تهديدات ولايتي الرعناء لتتعرفوا على بجاحة المسؤولين الإيرانيين وعلى غطرستهم ورعونتهم وحقدهم وخبثهم الدفين على شعوب المنطقة العربية، ولكي تتعرفوا على الطريقة الهوجاء التي يفكر بها الساسة الإيرانيين والتي تكشف جزاء من مخططاتهم الشريرة ضد شعوب المنطقة العربية كافة، وهذه التصريحات هي كالتالي” بخصوص اليمن قال ولايتي لم يعد بإمكان عبد ربه منصور هادي العودة الى كرسي الرئاسة وقد تشكلت الحكومة الائتلافية بين علي عبد الله صالح والحوثيين. وبخصوص السعودية قال ولايتي ” ان إيران سترد على تصريحات وزير الخارجية السعودية عمليا ووصف وزير الخارجية السعودي بغير الناضج والفاقد للخبرة” وأضاف ولايتي ان السعودية تلقت هزائم قوية امام إيران في كل من لبنان والعراق وسوريا واليمن، وقال مهددا ومتوعدا ان الموصل تعتبر اخر ملاذ للتكفيريين وان عملية استعادتها تجري بشكل إيجابي”.
تلك التصريحات الصادرة عن مسؤول إيراني رفيع المستوى شغل مناصب عديدة عليا في النظام الإيراني، تمثل تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية للدول العربية بل وتمثل عدوانا وقحا على شعوب المنطقة خاصة عندما يتحدث عن انتصارات إيران في لبنان وسوريا والعراق واليمن، وهو ما يعني ان إيران تحارب بكل ثقلها في هذه البلدان وانها مسؤولة عن كل تلك الجرائم التي تحدث في هذه البلدان كون ايران مسؤولة مسؤولية مباشرة عن الفوضى والحروب الطائفية والفتن المذهبية التي اججتها ايران وعملت على اذكائها عن طريق مجموعة من العملاء والمرتزقة التابعين لنظام طهران، وهذا باعتراف المدعو ولايتي في تهديداته الأخيرة ضد اليمن والسعودية.
ان تصريحات المسؤول الإيراني علي اكبر ولايتي تكشف وتفضح الجماعات والعملاء والمرتزقة التابعين للنظام الإيراني في كل من لبنان واليمن وسوريا والعراق، حيث يعمل حزب الله اللبناني كعميل وجماعة مسلحة مرتزقة لصالح ايران واجندتها السياسية وليس لصالح لبنان وامنه واستقراره، كما تعمل جماعة الحوثيين وحليفها علي عبد الله صالح كعملاء ومرتزقة لنظام الملالي في طهران وفي الحوزة القمية وهو ما يجعل منهم أدوات للمشروع الإيراني في اليمن وخنجرا مسموما في قلب الدولة اليمنية الوطنية الحرة المستقلة، وفي العراق تعمل الحكومة العراقية المنصبة من طهران ومعها الجماعات الشيعية والحشد الشعبي على تدمير الدولة العراقية والوطنية والنسيج الاجتماعي العراقي وذلك بغزو وابادة المدن السنية وتدميرها تدميرا كاملا بحجة محاربة داعش التي هي في الأصل صناعة إيرانية بحتة، اما في سوريا فان الصورة تعد أوضح وابلج مما عداها في البلدان الأخرى، حيث الجنرال قاسم سليماني وفيلق القدس الإيراني وحزب الله اللبناني ونظام الأسد التابع للنظام الإيراني يحاربون كجيش إيراني موحد ليس له علاقة بمصلحة سوريا ومستقبل اجيالها بقدر ما هي حرب عبثية تهدف الى تحقيق مصالح واجندات واطماع فارسية بحتة.
ان التهديدات الإيرانية الصلفة والتصريحات العنترية العدوانية للمدعو ولايتي تتطلب ردا عربيا حازما يكفل كبح جماح التطاول الإيراني على شعوب المنطقة العربية ويردع التدخلات الإيرانية المتزايدة في شؤون الدول العربية على غرار ذلك الاجراء الحازم الذي اتخذه الرئيس العربي السوداني البطل عمر احمد البشير والذي قضى بطرد السفير الإيراني من الخرطوم واغلاق السفارة الإيرانية بالكامل وسحب السفير السوداني من طهران وقطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل بين السودان وايران واعتقد ان هذا الاجراء هو الرد العملي المطلوب من حكومات المنطقة العربية وهو الحد الأدنى لما يجب اتخاذه من ردود افعال على الوقاحة الإيرانية والتطاول على سيادة الدول العربية واستقلالها وتهديد امنها القومي.