د. محمد صالح المسفر
تسير المعارك العسكرية في اليمن في الاتجاه الصحيح، بداء التركيز على انتزاع المواني من أيدي الحوثيين وأنصار المخلوع علي عبد الله صالح للحيلولة دون عمليات تهريب السلاح والمال والرجال عبر هذه المواني لصالح الحوثيين والمخلوع صالح،المواني، هي المخا والحديدة وحجة ومنطقة ذباب إلى جانب سير العمليات في الشمال، نهم والجوف ومأرب وشبوه والبيضا ومناطق أخرى. تحقق قوات الشرعية تقدما ولو أنه بطيء إلا أنه متحرك. تقول المعلومات المؤكدة أن بطء تقدم قوات الشرعية في شمال ذباب بالسرعة المطلوبة يعود إلى كمية حقول الألغام التي بثتها قوات الباغين على السلطة الشرعية في اليمن (صالح والحوثي)وعلى ذلك فإن المعلومات الصادرة من ميدان المعركة في ذلك القطاع تؤكد أن قوات الشرعية لا تملك عربات كاسحة ألغام بالعدد الكافي، ولتحقيق النصر على البغاة لابد من توفر كاسحات ألغام بيد القيادة العسكرية للسلطة الشرعية، أو استخدام القنابل الارتجاجية لتفجير تلك الألغام لتتمكن قوات الشرعية من تحقيق أهدافها بالسرعة المطلوبة.
(2)
في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك العسكرية في أرجاء اليمن خاصة في تعز الباسلة وعلى تخومها يقوم وكيل محافظة تعز السيد عارف جامل بإجراء تعيينات في مناصب متعددة وترقيات لبعض موظفي المحافظة في غياب المحافظ السيد على المعمري. هذه الإجراءات لاقت رفضا من أحزاب اللقاء المشترك وتعتبر تلك الإجراءات الإدارية لاغية وكأنها لم تكن من وجهة نظر تلك الأحزاب، واتهمت أحزاب اللقاء المشترك وكيل المحافظة السيد جامل "بإرباك المحاولات الجادة لتفعيل أجهزة السلطة المحلية بصورة صحيحة تحافظ على وحدة الصف المقاوم للانقلاب"، لن يدخل الكاتب في جدل حول شرعية ما صنع نائب المحافظ، ولا عن أسباب غياب المحافظ لأكثر من سنة عن مقر عمله في تعز. سؤالي لماذا الإرباك الإداري الآن والمعارك العسكرية محتدمة. نحن في حاجة ماسة إلى تماسك الجبهة الداخلية ووحدتها وعدم إشغالها بخلافات على أمور ليست مجدية في الوقت الراهن. المتعارف عليه في زمن الأزمات والحرب تقوي الدولة بإعلان حالة الطوارئ وإعلان التعبئة العامة لمواجهة الأزمة التي تريد النيل من سيادة وسلامة وأمن البلاد، وعندما تضع الحرب أوزارها نعود إلى إعادة تنظيم الخدمة المدنية على أسس الكفاءة وليس على أسس المحاصصة. إن نظام المحاصصة إذا فعّل فإنه سيقود البلاد إلى الهاوية كما هو الحال اليوم في العراق ولبنان، وأيضًا سوريا تسير في نفس الاتجاه.
(3)
لم يكن الخلاف بين نائب محافظ تعز السيد جامل وقيادات أحزاب اللقاء المشترك على تعيينات وترقيات في الخدمة المدنية هو المعوق الوحيد لوحدة الجبهة الداخلية، إذ ظهر فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في وقت غير مناسب بقرارات إدارية مخلة في زمن الحرب. السلطة الشرعية دائما تتحدث بأنها بلا ميزانية وأن مواردها المالية شحيحة إلى حد القلق، يفاجئ الرئيس عبد ربه الشعب بإصدار قرارات شملت أكثر من ست عشرة وظيفة في وزارة الإعلام وحدها، جاء ضمن تلك التعيينات نائب وزير للإعلام، وستة وكلاء للوزارة، ويقيني بأن أكثر الدول استقرارا وأكثرها مالا ليس لديها هذا العدد الضخم في وزارة الإعلام من الوكلاء والمديرين، فما بالك في جمهورية اليمن، التي لديها شح في الموارد المالية ومعظم الوزراء والمسؤولين خارج اليمن.وزارة الإعلام في اليمن ليست فاعلة بالقدر المطلوب، ليس لقلة عدد الموظفين ولكن لأن العاصمة محتلة وليس هناك مقار حكومية تليق بمكانة وزارة الإعلام وموظفيها.
نتفهم قرار الرئيس بشأن ترقيات في القوات المسلحة العاملة في الميدان، وهذا القرار نرحب به ونشجعه، ولكن يجب أن تكون تلك الترقيات والأوسمة فقط لكل الذين في الميدان، وليس الذين تبحث عن بعضهم فلا تجده. أما في حالة السلك الدبلوماسي فأني من أصحاب الرأي القائل بتحجيم عدد السفارات في الوقت الراهن، وتفعيل دور السفارات في بعض الدول الهامة. ليس مقبول أن يكون لليمن سفيرا على سبيل المثال في تشاد أو السنغال، لكن من المهم اختيار نوعية السفراء وتدعيمهم بكادر من الدبلوماسيين في العواصم الأوروبية وبعض العواصم العربية.
الحزبان الاشتراكي والتنظيم الوحدوي الناصري،كان لهما رأي شديد الحدة من التعيينات التي أجراها الرئيس، إذ إنهما يريا أنه لم يؤخذ في الاعتبار نصيب الحزبين من تلك الوظائف. كنت أتوقع أن يكون اعتراضهما على التعيينات التي أجراها الرئيس مؤخرا بأنه لا حاجة لها، وأن التركيز يجب أن يكون مكرس على تدعيم الجبهة الداخلية ووحدة الكلمة وتدعيم القوات المسلحة والقوات الشعبية المقاتلة في الجبهات والاهتمام بأسر المقاتلين في الجبهات. كنت أتوقع أن يكون اعتراضهم ينصب على رفض المحاصصة وإذا بهم يدعون إليها.
السؤال من أين سيوفر الرئيس عبد ربه مرتبات هؤلاء الموظفين الذين تم تعيينهم؟ وإذا كان هناك مصادر مالية تغطي مخصصات هؤلاء فلماذا لا يوفرها للمجهود الحربي؟
آخر القول: ليت فخامة الرئيس عبد ربه يقوم بجولة في المناطق المحررة، فإن وجوده شخصيا هناك تكسبه شعبية، وترفع الروح المعنوية عند المقاتلين.كل القادة العظماء في التاريخ بنوا شعبيتهم وحب الناس لهم، لأنهم متواجدون في ميادين القتال،نموذج من أولئك القادة الجنرال ديغول، كاسترو، ماوتسي تونق وغاندي، وما أكثر العظماء. فهل من معتبر!.