الحروب وحدها قادرة على أن تعري أرواحنا وتجعلنا بكل بساطة نكتشف مدى ضعفنا وجبننا ، تجعلنا ندرك تماما كم هي الحياة هشة بلا معنى ، وأنه من الممكن بكل بساطة أن تنتهي حياتك بطلقة ، بتفجير ،أومن الممكن حتى بضربة من يد الجلاد ،لطالما كان لدي مشكلة مع الموت ،خاصة حين يغادر الناس هكذا دون مقدمات و دون هوامش يغادرون دون وداع و لا يعطوننا فرصة لنقول لهم و لو لمرة كم أحببناهم و كم سنشتاق لهم في غربتهم الأبدية تلك.اقف في كل مرة لأسأل نفسي سؤالا لطالما لم أجد له اجابة تعينني على ان اتجاوزه
كيف يموت الإنسان ؟ لاشك ان الموت ليست مرحلة ننتقل فيها من الحياة الى العالم الأخر فقط بل بات الموت شيئ اوسع ومفهومه اشمل ومعانيه اكثر فبكل بساطة
ها نحن نموت في اللحظة الكثير من المرات على صمت ، تخطينا به حتى عتبة الألم نحن محاطون بالموت في كل الجهات ، هي لحظة غير معلنة، تبقي أجسادنا ليأكل منها الزمن وتأخذ أرواحنا غير أبهة بنا ابدا، ، فلا أبسط من الموت و مباغته. يأخذنا هكذا على حين غفلة دون أن يترك لنا أيّ فرصة لنعارض أو نقول ليس الآن ، كان الموت دائما مرتبطا في ذهني بشيئ من اللاوعي فلأموات لايشعرون يموتون بلا وجع بلا خوف بلا ندم لأنه كان يأتي على استحياء على مهل دون أي استعجال ، كان يأتيك بكل رحمانية حين تدرك تماما بأن ساعة الرحيل قد قربت ، بعد عمر من الحياة ،او بعد عمر من المرض ، تلك الفكرة كانت تدفعني لاستشعر بلذة الموت أحيانا، ألا أنه في الحرب يأتيك أثما ساخطا على البشرية جمعاء ، فيسرق طفلا من أمه ، ويقطف شابا من ربيع عمره
في الحرب يمسي الموت في متناول الجميع ، لم أكن اتخيل بأن الموت موجع إلى هذا الحد وربما أكثر ، حري بنا اليوم أن نفهم أن الموت بات يلتف حولنا ليخطفنا في لحظة غير متوقعة ..!! وجدي السعدي