بقلم/ صالح أحمد
إن المهتمين بامور الحكومة ولا نقصد هنا الكل ولكن البعض منهم قد راهنوا على ان حكومة الشرعية قد تحتاج الى عدة اعوام كي تحقق القليل فقط لهذا الوطن بل انهم قد اكدوا على فشلها... لكن هيهات فيما راهنوا ويراهنون.. لان حكومتنا قد اثبتت في اقل من عام منذ توليها مهامها برئاسة د. احمد عبيد بن دغر... لتصبح الحكومة التي شكلت علامة فارقة في ظل ظروف استثنائية بل وامكانات معدمة بين كل حكومات اليمن..
وإنصافا وليس مجاملة ولا بحثا عن منصب او جاه اومال او حتى تقربا ان من ميز الحكومة بعلامة فارقة هو رئيسها د. بن دغر... الذي اثبت انه رجل بحجم الوطن... فمنذ توليه الرئاسة وهو لا يلوذ عن العمل الذئوب الذي غالبا ما ينتهي بتحقيق هدف لحل ازمة من ازمات الوطن....
واستنكارا لاولئك السياسيين والإعلاميبن الذين لا يمتلكون بعدا للنظر يمكنهم من رؤية الكأس في نصفها المليئ وليس إلى ذلك النصف الفارغ كفراغ عقولهم... لتصبح انتقاداتهم اكثر مصداقية وبناءا لتمكنهم بحكم انهم الفئة الأكثر تاثيرا على مجتمعاتهم من عكس صورة ولو قريبة من الواقع تعمل على رفع الروح المعنوية للمواطن بان غدا سيكون اجمل طالما هناك رجالا عاهدوا الله ويعملون ليل نهار لتوفير الخدمات فصدقوا...وكان على رأس هؤلاء الرجال الذين عاهدوا الله والوطن دولة رئيس الوزراء د. بن دغر رجل يكفيه فخرا انه قبل ما يقارب ال 12 عاما امتلك بعدا للنظر تجسد في رؤية سياسية محنكة لايجاد حلول لإشكالية الوحدة اليمنية التي مرست بنظام خاطئ خلف العديد من الازمات التي افقدت
الوطن امنه واستقراره لتحل ازمة بازمة أخرى... فقد كان لهذا القيادي الشرف بان يتقدم برؤيةربما ان كانت اخذت في ذلك الوقت بعين الاعتبار وتبنتها القوى السياسية حينها لجنبنا يمننا الحبيب ما يمر به من ويلات الحرب الهوجاء...
ففي عام 2006م كان بن دغر قد تقدم برؤية تحت عنوان ( الفيدرالية طريق الخلاص ) الى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني وكان احد اعصاء هذا المكتب في ذلك الحين وقد نشرت رؤيته في صحيفتي الثوري والأيام آنذاك... حيث اعتمد بن دغر في رؤيته هذه على اسسس وقواعد وثوابت متينة من حيث أن اليمن يمتلك من المقومات ما يمكنه ان يمنح الوحدة القدرة على البقاء وإن التنوع الذي تمتلكه اليمن لا يهدد الوحدة بل على العكس يمنح اليمنيون القدرة على الحفاظ علبها بقوة كهدف من اهداف ثورتي سبتمبر وأكتوبر شريطة ان يتوصل اليمنيون الى حل لمجمل التناقضات القائمة بينهم... وقد اعتمد بن دغر في رؤيته على وثيقة العهد والاتفاق كمرجع اساس من المرجعيات لنهج النظام الفيدرالي الذي اقترح فيه ان يتكون من اربعة الى سبعة أقاليم... وان الحل في انتهاج هذا النظام اللامركزي الذي يمنح للمحليات والأقاليم والحكومة المركزية صلاحيات كلا حسب اختصاصاته... لكن هذه الرؤية قوبلت حينها بالتبرئ منها حتى ان حزبه حين نشرت صرح انها رؤية خاصة بكاتبها وليست رؤية تمثل هذا الحزب...
وبعد ما يقارب ال 12 عاما واجه فيه اليمنيون كل انواع الفساد الذي ادت الى جملة من المشكلات بين فصائل المجتمع ومكوناته واصرار الحراك الحنوبي السلمي على فك الارتباط وثورة ال 11 من قبراير التي انهت حكم الظلام والعائلة من خلال المبادرة الخليجية ونصبت المشير عبدربه منصور هادي كرئيس شرعي مؤقت لليمن بانتخابات شرعية مدة عامان يكون اليمنيون المتخاصمون حينها قد حلوا خلاقاتهم بمخرجات لحوار وطني شامل يضم كل الاحزاب السياسية والمكونات المستقلة... على أن تكون القضية الجنوبية هي محور ترتكز عليه جميع الحلول لانها في حلها الاساس ستغير شكل الدولة ونظامها... ومع مخرجات الحوار الوطني الشامل رات رؤية بن دغر بصيص الامل لتكون وتخلق يمنا جديد حافظ فيه اليمنيون على وحدة العرق والدم... وها نحن اليوم في اقتتال لارساء دعائم اليمن الاتحادي الجديد اقتتال بين قوى الخير المتمثلة في شرعية الرئيس هادي وحكومته برئاسة بن دغر وقوى الشر المتمثلة في الانقلابيون الحوثي وصالح...
لذا كان لابد من قول كلمة حق بإن دولة رئيس الوزراء د. بن دغر رجل سبق زمانه بسنوات ليست بالقليلة وانه يمتلك عقلية وبعد نظر لحلول مستقبلية ووطنية بحثة...
واخيرا وليس اخرا اوجه رسائل الى اولئك السياسيين الذين يتباكون على ذلك العصر المظلم الذي سبق مخرجات الحوار الوطني والى اولئك الاعلاميين المفسبكين بان يقولوا كلمة حق ينصفون هذه الهامة الوطنية او ليصمتوا خيرا لهم...
أقول لهم بل واطلب منهم ان يدعوا دولته يعمل مع حكومته... دعوه ينتشل هذا الوطن من براثين الهلاك... دعوه يمهد الطريق لبناء دولة اتحادية كان له شرف اول من وضع لبنة فكرتها قبل 12 عاما.. دولة اتحادية ليمن جديد نحافظ فيه نحن اليمنيون على وحدة العرق والدم لنكمل مشوار ثوار ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين... دعوه يضع علامات فارقة هو وحكومته لمستقبل جيل يحلم بالوطن... علامات فارقة يؤرخها التاريخ لنرويها نحن بكل فخر لابنائنا واحفادنا...
دعوه ودعوا اليمن تتنفس فقد طال بها الاختناق...
دعوه يهبها إكسير الحياة لتولد اليمن بقوة ومن جديد من خاصرة الزمان...