صنعاء المؤتمرية الحوثية و جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية
بين "تخفيض الراتب واجب" وتمجيد الزعيم !
تعود قصة " تخفيض الراتب واجب " لمرحلة ما بعد " إستقلال" الجنوب من الاحتلال البريطاني ، فقد عملت بريطانيا على رفع رواتب الموظفين في عدن إلى مستوى تعجز خزينة الدولة الإيفاء بها ،ولهذا رفعت الأجور واشترطت على الجبهة القومية الالتزام بذلك ،ووافقت الجبهة على ذلك ،وحين جاء عهد سالمين ،أرد أن يتحرر من هذا الشرط الذي أعجز الميدانية عن السداد ،فخرجت المظاهرات مؤيدة لقرار سالمين تخفيض الراتب وكان هاتف الناس بذلك !
الشعار "واجب علينا واجب تخفيض الراتب واجب "كان على الجبهة القومية أن تشترط تعويضا أقله تسديد رواتب الموظفين لسنوات ،بما يوازي انتفاع بريطانيا من ميناء عدن لما يقارب القرن والنصف ،ولكنها بسبب تنافسها وصراعها مع جبهة التحريرلم تفعل ،فكل طرف كان يقدم التنازلات ،وكان المستفيد هو الاستعمار البريطاني فخرجت المظاهرات الشعبية التي شهدتها مدينة عدن في العام 1972م المعروفة بمظاهرات الأيام السبعة أو أيام الواجب !
الفارق كبير بين من تظاهروا في تلك المرحلة واليوم الذي يخرجون في تظاهرة يزعمون انها " مليونية " ليس من اجل شضف العيش وعدم صرف رواتبهم لاكثر من نصف عام بل من اجل فرد أو أفراد او طائفة لا من اجل كرامتهم ولقمة عيشهم وأمنهم واستقرارهم .
كل هذا يبدو منطقياً لما حدث في عدن أمام ما يحدث بعد نحو 45 عاماً في صنعاء الفارق بين الحزب الاشتراكي الذي تشكل من عناصر النُخبة التي ورثت غداة الاستقلال انه والمؤتمر بأن الأول أمم أملاك الشعب لصالح الدولة وليس لحساب أشخاص بينما في عهد زعيم الفساد حول كل من عدن وشواطي الحديدة وسواهما وكل اليمن مزرعة لعناصر معينة اغلبها من المركز المقدس في أعالي الشمال من تحكم ويتحكم باليمن لأكثر من ألف سنة . ولهذا غدت الحاجة لتغيير هذه المعادلة ضرورية حتى تستقر اليمن وإيجاد صيغة للتعايش
فبعد مأة عام من الزحف على الرمال المتحركة في اليمن أي قرن من الاستقلال الشكلي لليمن كانت كفيلة بتشكيل رؤية جمعية للتعايش فنحن اليوم بحاجة لصياغة رؤية ووعي جديدين تجاه إشكالية الاستقرار السياسي ومفهوم الدولة ، لأن الرؤية السائدة في اليمن وسواها لم تحقق الاستقرار بل على العكس تماماً ، إذا ان أي خطر داخلي او حتى خارجي حقيقي هو نتيجة تفاعلات مراحل من الفساد والظلم والفوضى وقد كشفت وهْم الاستقرار الذي كانت تعيشه اليمن وغيرها من الدول التي عصفت بها رياح الربيع العربي.
عبد الوهاب العمراني