*
*فؤاد مسعد*
-في مثل هذه الأيام من العام قبل الماضي كانت قوات المخلوع صالح وقطعان الموت الحوثية تجوس في الطرقات سعيا لاجتياح بقية المحافظات والسطو على المؤسسات، ولم يكن يقف في طريقها مانع ولا حاجز..
- في مثل هذه الأيام كانت طائرات الجيش اليمني تقصف قصور الرئاسة في عدن،بهدف الاجهاز على الرئيس عبدربه منصور هادي ومن معه، ولم يتصد لها سوى مضاد الطيران الذي نجح في إبعاد الطائرة قدر الممكن..
- في مثل هذه الأيام سقطت الدولة وتبعثر الجيش وتفكك الأمن وانهارت المؤسسات وأغلقت الوزارات والمرافق الحيوية.. وحبس الناس أنفسهم في انتظار ما ستفعله آلة القتل والإجرام بفردتيها الوالغتين في الخطيئة..
ولم يعد حينها لليمنيين دولة ولا جيش ولا أمن ولا استقرار، وحدها فقط عصابات الإثم الحوثي والعدوان العفاشي.. باتت تملك زمام الأمر واوشكت على إحكام سيطرتها على كل مقاليد السلطة واخضاع الشعب لمسيرتها الشيطانية وشعاراتها الإيرانية.
لم يعد حينها في اليمن صوت غير صوت العصابة الباغية.. ولا صدى يتردد غير نعيق الحوثيين وحلفائهم وإعلامهم، ونهيق الناطقين باسمهم وحده يسمم الأجواء بمضامينه المذهبية الكريهة وخطاباته الطائفية المقيتة.
قتل الحوثيون كل من يخالفهم.. ودمروا المساجد والمدارس وفجروا المنازل وأحرقوا المساكن.. ووصل الأمر بهم إلى تفخيخ أجساد القتلى كما فعلوا مع الطفل الشهيد "أسامة بدير"،في مدينة يريم بمحافظة اب، حينما لم يكتفوا بقتله وخمسة من افراد أسرته وتفجير منزلهم، ولكنهم عمدوا إلى إحاطة جسده الصغير بالعبوات الناسفة حتى يطال القتل كل من يحاول الاقتراب من الجثة الهامدة..
-في وضع كهذا أقبلت دول الخليج العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تلبي واجب الأخوة وداعي الجوار.. بعد يومين من استنجاد رئيس الجمهورية باخوانه قادة الدول العربية المجاورة،جاءت عاصفة الحزم نصرة لشعب مظلوم، واستعادة بلد عربي أوشك على السقوط في المستنقع الإيراني..
ما الذي كان على اليمنيين أن يفعلوه وهم يرون عاصفة الحزم تعصف بالقطعان الهائجة ومقاتلات التحالف العربي تطارد عصابات القتل التي استاسدت على الأبرياء وشرعت ترتكب أبشع الجرائم بحق أبناء اليمن في مختلف المحافظات؟ أكان علينا كيمنيين أن نعلن رفضنا العاصفة لأنها تمنع إبادة الشعب اليمني على يد التتار الجدد؟
أكان يجب علينا أن نقف ضد عاصفة الحزم قائلين دعوا هؤلاء الطيبين يواصلون قتلنا ولا تحرمونا متعة البقاء محكومين تحت سياط المجرمين وسطوتهم..
هل كان يجب أن نصرخ في وجه العاصفة: تنحي قليلا أيتها العاصفة، واتركي أولاد إبليس يكملون المهمة، مهمة تسليم اليمن برمته لمرجعيات قم وحكام طهران..؟
يا كل الببغاوات السخيفة؛ لقد ايدنا، وسوف نؤيد عاصفة الحزم لأنها جاءت لتوقف إبادة جماعية كان سيتعرض لها اليمنيون بنيران الحقد والبربرية،ولم يكن مستبعدا أن تمارس العصابات المسلحة بالجهل والتخلف كل ما يحلو لها من طقوس الجريمة ضد كل من يقول لا في وجه ادعياء الحق الإلهي.
وباختصار نقول للواهمين الحالمين: لو لم تنطلق عاصفة الحزم في الوقت المناسب.. لامطرت الطائرات مدن اليمن وقراها بالبراميل المتفجرة كمل تفعل عصابات الأسد ولن ينفعكم العويل حينها،ولن يكترث احد بصراخكم،هذا إن تركتكم المليشيات تصرخون، وكانت البلاد ستشهد أبشع صور التصفية والتنكيل بحق الأحرار الرافضين أن تقدم أرضهم ووطنهم قربانا في مسلخ ولاية الفقيه وزبانيته المدججين بالعنف الكربلائي وثأرات الحسين.
جاءت عاصفة الحزم لتعيد اليمن إلى سياقه الطبيعي العربي، وتنتصر لإرادة شعبه، وتساند اليمنيين في استعادة شرعيتهم وبناء دولتهم الوطنية الحديثة حسب ما توافقت عليه قواه الوطنية ومكوناته السياسية والاجتماعية.