تحت هذه الراية العملاقة يحارب ملايين اليمنيين على حاضرهم ومستقبلهم، قبل أن ينحدر بهم الزمن إلى الهاوية، حيث المليشيات.
الهاوية، واد سحيق في قعر الدنيا، يتيه فيه الإنسان على قيد الموت .. يموت في جحيمه مرات ومرات وهو يناظر قيمة الإنسان تزهق بلا دفاع ، كرامته تنتهك بلا حراك و حياته تغتال عبر مجهول .. وغياب المسؤول!
هنا تتجلى بشاعة الغاب ،بصورة أكثر شناعة؛ طالما وحوشها عيال قابيل وضحاياها أبناء هابيل ... عندما تتدلى رقبة الدولة على مشنقة المليشيات ،ولا منقذ!
فجأة، قد نجد أنفسنا بلا غراب ينصحنا كيف ندفن ضحايانا .. لأننا والغراب أقل من أن نواجه وحشية المليشيات و ظلام الهاوية
الحرب عمياء. حينما تصبح بلا هدف، بيد أنها تستحيل إلى وسيلة بناء إذا حضرت الغاية العظيمة. وهذا ما جسدته المقاومة الشعبية حينما وضع أبطالها أجسادهم على المحك؛ حتى لا ينحدر القطار إلى الهاوية.
أخذت السكة بالاستقامة وعرف القطار طريقه، مع بناء الجيش الوطني وإعادة تفعيل مؤسسات الدولة .. خلال عامين من الحرب، يشيد اليمنيون بظهورهم جسرا آمنا لعبور هذا القطار، وتقود تضحياتهم هذا الركب المبارك الذي يستمد قوته من إرادة الشعب ونقاء الغاية والمراد.
بجسد مضمخ وإرادة جارفة يقاتل اليمنيون في سبيل استعادة الدولة، يشكلون حول مشروعهم طوقا من لهب، يحرق من اقترب، ويلتهم كل من يحاول تغيير المسار.
حري بهم هذا الاستئساد؛ لأنهم لن يجدوا راية أعظم وأوسع من راية الدولة ليذودوا عنها ويناضلوا لأجل أنفسهم.