بقلم عبدالله العولقي( قلم الرحيل )
في عصر يعج بالفضائيات والعالم الالكتروني ،
عصر تتعدد فيه مصادر
الاخبار وتحرر الافكار لم يعد بالامكان
مصادرة الراي المضاد او تقييد
الاراء او اقصاء الصوت المعارض.
يختزل العقل الجنوبي الفكر الاقصائي
نتيجة للبيئة المازومة التي ترعرع فيها
التي تم فيها ممارسة ثقافة الغاء الاخر
والاقصاء له وصولا الى التنكيل بالخصوم
لفظيا ومعنويا وجسديا لغاية القتل والتنكيل
والسحل. نفس مشبعة بالاجرام
لحد القرف والسخف والوحشية ..
لا لشي الا لاشباع ذات الاناء الانتهازية.
افتقدنا لتعاليم الاسلام في ادارة خلافاتنا
السياسية ونفتقر للنفس التي تشع بالحب
وقبول الاخر واداب الخلاف. لان الصراع
صراع اشخاص وليس صراع مشاريع
وصراع الارادات لاجل البناء والتغيير.
وبعد هذة المقدمة ليت قومي يستفيدون
من الماضي القريب الذي يقطر دما بكل
مراحله. ويجب ان نشير الى وجود ازمة
حقيقية وعميقة جدا تتوسع بؤرتها جنوبا
وسوف تعصف بالكل وتحرق ما تبقى في
الجنوب الحزين. ولا ينكر هذا الا الكائنات
الطفيلية التي وجدت ذواتها وسط مستنقع
الخلاف المتعفن والمتوحش.
ووجدت في هذا الصراع فرصة لاظهار
انفسهم في لحظات شيطانية سوف
يدركون بعد فترة من الزمن ولكن وقتها
لن يفيد شي لان النيران ستكون قد احرقت كل شي...
وبهذة الاوضاع المتازمة هل لازال الباب
يتسع للولوج الى فكر متنور يجب بالاخر
ويؤسس لحوار جنوبي جنوبي بين كل
اطياف الجنوب باختلاف توجهاتهم.
لان القضية الجنوبية العادلة يجب
ان تشمل تصحيح كل الاخطاء لان مظالم
التاريخ لم تستثني احدا والكل اكتوى
جنوبا من الظلم والتنكيل والتشريد.
فمنذ سبعينات القرن الماضي وانا
ارى نفس المشاهد تكرر ونفس العقليات التي
تتحكم في المشهد وكل فريق يريد اختزال
الجنوب في فريقه وذاته وكانهم
انبياء والبقية من الشعب ضالين يجب
عليهم الاستماع اليه لكي يرشد الى الحق
والفضيلة وهذا النبي لعب الشيطان في
تفكيره واعطاه ذات مقدسه لا يرى الا نفسه ..
واليوم مع اقتراب من ٧ / ٧ تلك التي كانت
نتيجة لاخطاء التاريخية عندما هرول
من يدعون القداسة الى الذهاب
الى الاتحاد ليس من قناعات حقيقية
وانما عندما عجزوا جنوبا فكان الخيار
الهروب الى الامام ..
ارى مشاهد الماضي تكرر اليوم وبنفس
الفكر وكانني امام قوم لا يفهمون شي
في اصول الخلاف ولم يتعلمون من
ماضيهم التعيس وعناوينه القاتلة.
رفقا ايها المتصارعون فمن اراد اخذ كل
شي سيخسر كل شي وماضيكم شاهد
حي ودليل يقين على افعالكم..
صراع المشاريع يقبل بالاخر ويؤسس
لاحترامه. ولكن صراع الاقزام لا يحترم
احد والاقزام سيظلون اقزاما ومن اراد ان
يكون عملاقا يحتضن كل ابناء الجنوب.
واتمنى لا يصحى المغرر بهم وانتم مجرد
عبيدا لمشاريع خارجية قادمة من خلف الحدود.
العمالقة يجمعون ولا يفرقون كونوا عمالقة لا اقزاما