د.عبده البحش
التاريخ يعيد نفسه، مقولة يرددها الناس في كل زمان ومكان، فلطالما سمعنا عن القرامطة وعن زعيمهم الشاذ والمارق عن الإسلام مروق السهم من الرمية، وكيف برر جرائمه ضد الاسلام بادعاء النسب الى اهل بيت النبي رافعا شعار التشيع وحب اهل البيت والتباكي على مظلوميتهم كذريعة وغطاء لتنفيذ سلسلة من الجرائم البشعة ضد الإسلام والمسلمين بزعامة القرمطي المكنى (أبو طاهر) حيث قتل مئات الالاف من المسلمين في مختلف الأقطار التي سيطر عليها، فضلا عن هتك الاعراض وسرقة الأموال وانتهاك حرمات الاسلام وتفكيك عراه عروة عروة، ومن ابشع تلك الجرائم منع الناس من الحج الى بيته الله الحرام، وغزو مكة المكرمة وهدم الكعبة وسرقة الحجر الأسود.
يبدو ان قرمطي صعدة يتقمص نفس الدور الذي قام به أبو طاهر من حيث ادعاء الانتساب الى اهل بيت النبي ورفع شعار التشيع والتباكي على مظلومية اهل اهل البيت كغطاء لتنفيذ سلسلة من الجرائم ضد اليمنيين بشكل خاص والمسلمين بشكل عام، حيث يسعى قرامطة صعدة الى اماتت الأعياد والمناسبات الإسلامية مثل الصيام وعيد الفطر وعيد الأضحى وحج البيت واستبدال هذه المناسبات الإسلامية الأساسية بمناسبات خرافية ضلالية منحرفة مثل الاحتفال بيوم الغدير ويوم عاشوراء واجبار الناس على زيارة قبر زعيمهم حسين الحوثي في جبل مران بدلا من زيارة قبر النبي محمد (ص) في المدينة المنورة، وكذلك التخطيط الى دفع الناس الى أداء شعائر قرمطية ضلالية خاصة عند قبر زعيمهم في جبل مران بدلا من أداء فريضة الحج في مكة المكرمة كما أمر الله عز وجل.
ان محاولات قرامطة صعدة المتكررة في استهداف بيت الله الحرام ومدينة مكة المكرة بالصواريخ البالستية، والتي اثبتتها الصور التي التقطتها الأقمار الصناعية، يدل على النوايا السوداء والشريرة التي يضمرها قرامطة عصرنا هذا، والذين يتشبهون بزعيم القرامطة القديم (أبو طاهر) لذلك لا غرابة ان نجد قرامطة صعدة يسمون انفسهم بأسماء مستعارة على غرار قدوتهم وامامهم المارق (أبو طاهر القرمطي) فجميعنا يعرف اليوم ان لا احد من قرامطة صعدة اليوم يتسمى باسمه الحقيقي وانما يسمون انفسهم أبو تراب، أبو كرار، أبو احمد، أبو جبريل، أبو مالك، أبو المهاجر وهلمجر.
ان الجريمة النكراء التي يرتكبها قرامطة صعدة في بلادنا هذه الأيام والمتمثلة بمنع حجاج بيت الله الحرام من أداء فريضة الحج والامعان في مصادرة جوازات سفرهم وفقا لما جاء في بيان وزارة الأوقاف اليمنية التي استنكرت هذه الجريمة، والتي بالفعل لا يقدم على ارتكابها الا من تجرد من كافة القيم الدينية والإنسانية وأصبح على درجة من الفجور والقبح الذي تحلى به ابرهة الحبشي وأبو طاهر القرمطي وغيرهم من الظلمة والمجرمين الذين صدوا عن بيوت الله وهدموا صوامع وجوامع يذكر فيها اسم الله، ذلك لأن قرامطة صعدة يريدون ان يذكر اسم زعيمهم فقط لا اسم الله، وهي عقدة نقص كفرية أعاذنا الله منهما.
ان هدم الإسلام عروة عروة قضية محسومة ومسلم بها وفقا لأحاديث النبي محمد (ص) التي افصحت عن ظهور جماعات في اخر الزمان يفعلون الافاعيل ويختلقون الاباطيل في هذا الدين، وما ظاهرة اليوم في اليمن والمتمثلة في منع حجاج بيت الله الحرام من أداء هذا الركن الإسلامي الهام، الا رغبة حوثية قرمطية قديمة جديدة هدفها هدم الإسلام من الركن الخامس، وهي بداية خجولة فقط، فاذا تسنى لهم ذلك فسوف ينتقلون الى الركن الذي يليه ثم الذي يليه حتى يصبح الإسلام اثرا بعد عين، ولكن هيهات ان يتحقق لقرامطة اليوم ما يتمنون، فمصيرهم لن يكون اقل سواء من مصير اسلافهم القرامطة القدامى، وهذه الامثال نضربها للحوثيين لعلهم يعقلون.