محمد عبدالله القادري
مشكلة عدن الحقيقية تكمن في طريقة عملية التحرير ، فعملية التحرير التي تمت بها عدن من الانقلاب ، هي عملية تمت على أساس بقاء المشكلة أو على ان تظل المشكلة قائمة وليس على أساس القضاء على المشكلة من جذورها ، فعندما تحرر منطقة من جيش وميليشيات انقلابية على الدولة ، ثم تعمل على انشاء جيش آخر مقسم بين الدولة وبين اطراف اخرى ، فأنت في هذه الحالة قضيت على مشكلة واستبدلتها بمشكلة أخرى ، وعندما تحارب وتحرر منطقة من انقلاب على الدولة ثم تدعم جيش آخر لينقلب على الدولة في المناطق المحررة ، فأنت حاربت مشكلة ضد الدولة ودعمت مشكلة اخرى ، تخليص الدولة الشرعية وعدن من مشكلة الانقلاب الحوثي تم احلال محلها مشكلة المجلس الانتقالي الجنوبي ، وهذا ما يعني ان عدن لم تتحرر التحرير الحقيقي ، وهي اليوم تحتاج إلى تحرير آخر ، وكان المفروض ان يتم تحرير عدن والجنوب على اساس بناء جيش موحد لضمانة استعادة الدولة استعادة حقيقية ، وبناءها بناء مطلوب .
مشكلة عدن الحقيقية والجنوب اليوم ، هي وجود جيش لا يتبع الدولة ولا يواليها كالحزام الأمني والالوية العسكرية التابعة لعيدروس الزبيدي ومن معه ، وهذه تعتبر أكبر مشكلة ، ولا يمكن ان يتحقق وجود تام وكامل للدولة الشرعية في ظل وجود جيش مقسم ، والحل يكمن في توحيد الجيش وجعله كله تحت سيطرة الدولة وتحت ادارتها ، دمج الجيش وتوحيده وتعيين قادة جدد تتبع الدولة في الألوية العسكرية التابعة لعيدروس ، أصبح امراً مهماً وضرورياً للشرعية لا مناص عنه ولا تهاون فيه ، مالم فأن مستقبلها سيظل ملغم ، والصراع سيظل دائر ، والخطر سيظل محدق وقائم.
موقف الانتقالي التحريضي والمتمرد على الدولة الشرعية لن يحل بالحوار ، فالحوار مع المتمردين خطأ ، والحلول الناجمة عنه هي بمثابة تهدئة فقط وتأجيل للمشكلة .
وايضاً التقاسم في السلطة مع اي اطراف متمردة لا يعتبر حل ، فعدن ليست كعكة حتى يتقاسمها الدولة الشرعية والمتمردين عليها ، والصراع على السلطة لا ينفع معه التقاسم ، لأن الطامع في السلطة والمتمرد عليها لن يقتنع إلا بالسيطرة التامة عليها ، واذا اعطيته جزء منها ظل يطمح بالجزء الآخر ويسعى للحصول عليه ، والمفروض على الدولة الشرعية والتحالف العربي ان تتعامل بيد من حديد ضد اي تمرد في عدن والجنوب ، ويجب ان تسعى وتقوم بالتخلص من أكبر مشكلة وهي وجود جيش متمرد على الدولة ويتبع اطراف اخرى .