محمد عبدالله القادري
ابناء الجنوب يقف اغلبيتهم مع فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي ، إلا ان الاحداث الاخيرة التي حدثت في عدن من تمرد ودعوات لاسقاط الدولة الشرعية واشتباكات بين ألوية الحماية الرئاسية وميليشيات ما يسمى بالمجلس الانتقالي الجنوبي ، هذه الاحداث جعلت ابناء الجنوب يصطفون ويلتفون أكثر مع الرئيس هادي ويقفون معه ، أي انها جعلت شعبية الرئيس هادي تتسع ، ومحبيه يكثرون ، ومؤيدوه يزدادون ، وهناك أسباب كثيرة لهذا الالتفاف الجنوبي حول الرئيس الشرعي ، إلا ان هناك خمسة أسباب هامة ، ساتناولها هنا .
1- المقارنة بين صبر هادي وحرصه ، وبين تمادي وتعدي خصومه .
الرئيس هادي كريماً ، أكرم خصومه وجعل لهم مكانة لم يجعلها لهم احد من قبل لعلهم يستحون ويدركون ذلك ويعترفون بالجميل ، ولكنهم لئام قابلوا الاحسان بالاساءة ولم يثمر فيهم المعروف .
إذا أنت اكرمت الكريم ملكتهُ
واذا أكرمت عيدروس ومن معه تمردا !!
هادي حريصاً جداً على مصلحة خصومه وعودتهم لجادة الصواب ، فقد بذل قصارى جهده كي يكفون عن تمردهم ، ويصبحون مواطنون صالحون ، ولكنهم أبوا إلا ان يكونوا متمردين مخربين " انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء "
هادي صبر كثيراً على تجاوزات وممارسات خصومه الخاطئة ، وكلما زاد صبره زادت تجاوزات اولئك ، والذي يصبر دائماً سينتصر في النهاية ، لأن النصر مع الصبر ، "وما يلقاها إلا الذين صبروا" .
ولهذا فلا لوم على هادي في ما يفعله تجاه هؤلاء ، بل ان ما قدمه هادي من قبل في معاملته معهم ، يمنحه الافضلية عليهم ، ويجعل الجميع يقف معه ضدهم .
2- المقارنة بين مشروع هادي ومشروع خصومه :
مشروع الرئيس هادي هو مشروع وجود الدولة الشرعية حالياً التي ستنقل الجنوب مستقبلاً لمشروع الدولة الاتحادية ، وهو مشروع يسعى بالجنوب نحو الامام ويخلصه من منغصات والآم الماضي ، وينقله لعهدٍ جديد يعيش ابناءه بكرامة وعدالة ويجعله بيئة متقدمة حضارية مواكبة للتقدم العالمي والتطور والنماء .
اما مشروع خصومه ، فهو مشروع يسعى لاعادة الجنوب إلى الماضي ، والرجوع به للخلف ، وينهج تكرار سيناريوهات دموية مؤلمة ، ويجعل الجنوب بيئة صراع وفوضى وتخلف وتدهور اقتصادي .
3- المقارنة بين قانونية هادي ومخالفات خصومه .
الرئيس هادي هو الرئيس الشرعي الذي انتخبه الجميع ، وهو الرئيس الذي يعترف به العالم ، وهو الرجل الذي حرر الجنوب من انقلاب الحوثي ، ولولا شرعية هادي لما استطاع التحالف ان يطأ قدم في عدن لصد جماعة الحوثي .
اما مكونات خصوم هادي في الجنوب ، فأنها مكونات غير قانونية وليس لديها اي شرعية ، ولن يقدر عيدروس وامثاله ان يتخاطبوا مع اي دولة بصورة قانونية ، لن يكن لهم اي اعتبار قانوني إلا اذا كانوا تحت ظل الدولة الشرعية لهادي وتكليف رسمي من الرئيس الشرعي ، مالم فهم مكونات متمردة يجب ان تحصل على عقوبات قانونية لا ان تحصل على حق قانوني أو صفة قانونية .
4- المقارنة بين حكومة بحاح وحكومة بن دغر :
حكومة بحاح كانت فاشلة فاسدة ، لم يقدم بحاح اي نجاحات او انجازات تذكر في المجال الاقتصادي والتنموي والخدمي ، لم تقدم اي خدمات للجنوب والمواطن ، اما حكومة بن دغر فلها نجاحات ملموسة وانجازات كبيرة ، والذين يدعون اسقاط حكومة بن دغر بسبب فشلها ، هؤلاء لم يقفوا ضد حكومة بحاح الفاشلة في حينها بل كانوا مناصرين لها وسنداً معها ، فمحاربتهم لحكومة بن دغر هو محاربة للنجاح .
اذا كانت حكومة بن دغر فاشلة فأن الرئيس هادي سيقيلها ويغيرها كما فعل بحكومة بحاح ، والأمر لا يحتاج انقلابات وفوضى واقلاق للأمن والاستقرار .
5- المقارنة بين صنعاء وعدن :
تعيش صنعاء تحت وطأة جماعة الحوثي في معاناة وفوضى وظلم واستبداد ومصادرة للحقوق ، لا كهرباء لا أمن لا نظام لا قانون لا دولة .
بينما الرئيس هادي حرر عدن والجنوب ووفر لها الخدمات ، كهرباء مياه مشاريع مرتبات نظام قانون دولة أمن استقرار .
فهل يعقل ان تكفر عدن بالنعمة ويصبح حالها مثل صنعاء .
اذا كانت صنعاء اليوم تتمنى شيئاً يسيراً من خدمات عدن ، فهل يعقل ان عدن تريد ان تعاني كما تعاني صنعاء .
اذا كان ابناء الشمال الذين يعيشون تحت سيطرة الانقلاب الحوثي ، يتمنون حذاء هادي الجنوبي وينتظرون قدوم دولته الشرعية ، فهل يعقل ان ابناء الجنوب يقفون ضد هادي الجنوبي ويضيعونه من بين ايديهم ... ابناء الجنوب يجب ان يكونوا اكثر فخراً بالرئيس هادي الجنوبي وأكثر اصطفافاً خلفه ، وأكثر اعترافاً بفضله وجميله وايجابياته ، واكثر وقوفاً ضد خصومه واعداءه .
ابناء الجنوب لديهم وعي وادراك ، وقد عرفوا وايقنوا ان هادي افضل لهم وللجنوب من غيره ، ولهذا التفوا حوله ووقفوا معه وتمسكوا به بقوة .