21 فبراير.. يوم الشرعية الدستورية ومعركة استعادة الاجماع الوطني

2018/02/21 الساعة 09:50 مساءً

 

بقلم: معمر بن مطهر الارياني

مرت ست سنوات منذ انتخاب فخامة الرئيس المناضل عبدربه منصور هادي رئيساً للجمهورية اليمنية في انتخابات شعبية مباشرة صوت فيها قرابة سبعة مليون مواطن ومواطنة، وشاركت فيها كل القوى والمكونات السياسية والوطنية باستثناء الحوثيين الذين اعلنوا صراحة منذ اللحظة الأولى خروجهم عن الإجماع الوطني ورفضهم للمبادرة الخليجية وكل ما ترتب عليها من آليات وترتيبات واجراءات. 
 
الرفض الحوثي رغم انخراط الحركة في مؤتمر الحوار الوطني لم يأخذ طابعاً سلمياً كما في كل بلد ديمقراطي كفل حق تكوين الاحزاب والمعارضة السياسية للسلطة وحظر إنشاء تشكيلات مسلحة خارج سيطرة الدولة، فلم تمر ثلاث سنوات منذ تلك الانتخابات حتى كانت مليشيا الحوثي الايرانية تنفذ إنقلاباً على الشرعية الدستورية ممثلة في الرئيس هادي، والاجماع السياسي والشعبي خلف هذه الشرعية. 

الانقلاب الحوثي المدعوم ايرانياً على الشرعية الدستورية التي تحظى باجماع سياسي وطني ورعاية اقليمية ودولية أطاح بكل الجهود التي بذلت في سبيل مغادرة مربع الأزمة والعودة بالبلد للمسار السياسي عبر المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، وأعاد ذلك الانقلاب البلد ليس إلى نقطة الصفر بل قادها إلى اخطر الأزمات التي تعصف باليمن في تاريخه الحديث والمعاصر.

ولسنا هنا بحاجة للتذكير بما ترتب على ذلك الانقلاب الحوثي من خسائر وطنية فادحة ليس على صعيد الخسائر البشرية فحسب بل على صعيد الاوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية والانسانية الصعبة التي يعيشها المواطن رغم الدعم الكبير الذي تقدمه دول التحالف العربي وفي مقدمتهم الأشقاء في المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الامين الامير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ، سواء في معركة استعادة الشرعية أو تخفيف المعاناة عن كاهل اليمنيين.

وإذا كانت مليشيا الانقلاب الحوثية الإيرانية قد استطاعت استثمار الخلافات بين المكونات السياسية الرئيسية في البلاد على خلفية ازمة العام 2011م وما تلاها من توترات واحتقانات، واستقطاب جزء من المؤتمر الشعبي العام وتوظيف الثقل السياسي والشعبي الذي يتمتع به المؤتمر ضمن مشروعها الانقلابي وتنفيذ مخططها الخبيث في تدمير مؤسسات الدولة والعبث بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.

إلا أنه وبعد اغتيال الرئيس السابق علي عبدالله صالح في ديسمبر الماضي افصحت مليشيا الانقلاب عن وجهها القبيح وأسقطت آخر اقنعتها لتؤكد للجميع في الداخل والخارج أنها مجرد عصابة دموية تنفذ اجندة خارجية  ولا يمكنها القبول والتعايش مع أحد من القوى السياسية والمكونات إلا وفق قاعدة التبعية والتسليم المطلق لمبدأ الولاية والمشروع الايراني في اليمن والمنطقة.

واليوم ونحن نحتفل بذكرى انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية في 21 من فبراير 2012م كيوم للاجماع الوطني وانتصار الشرعية الدستورية التي هي عنوان سيادة النظام والقانون والتداول السلمي للسلطة عبر الاقتراع الشعبي وصناديق الانتخابات على كل المشاريع الصغيرة.
وللتذكير فان فخامة الرئيس يحمل مشروعاً وطنياً كبيراً وحلماً يراود كل اليمنيين متمثل  بالعقد الاجتماعي الجديد الذي شارك في صياغته كل اطياف اليمن السياسية والاقتصادية والاجتماعية والمرأة والشباب  المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني 
 

وهنا اجدها  فرصة ايضا لدعوة القوى والمكونات السياسية والوطنية إلى جعل هذه الذكرى عنواناً لمراجعة الأخطاء والاصطفاف والإجماع الوطني خلف الشرعية الدستورية ممثلة بالرئيس هادي كطريق وحيد واجباري في معركة الخلاص من المليشيا الحوثية الايرانية واستعادة الدولة وتثبيت الأمن والاستقرار وإنهاء معاناة المواطنيين في كل محافظات الوطن.

فهل يفعلها اليمنيون انتصاراً لتضحيات ودماء كل الشهداء الابرار في معركة  الخلاص من الكهنوت الحوثي وإستعادة دولتهم وجمهوريتهم وديمقراطيتهم وارساء قيم القبول بالآخر والعيش المشترك بين كل اطياف المجتمع ومكوناته، أم أن الخلافات والحسابات السياسية والشخصية ستبقى هي الطاغية على المشهد ؟! وهذا ما ستجيب عنه قادم الأيام..