محمد عبدالله القادري
المشاكل التي حدثت في اليمن بين ابرز المكونات والاطراف السياسية في عهد انظمة الحكم السابقة ، قد اوجدت فجوة كبيرة بين تلك المكونات والاطراف ليس من السهل تغطيتها بسرعة ، واحدثت تباعد من الصعب اعادة التقارب خلال وقت قصير ، وزرعت حقد وبغضاء غير قابلة للاجتثاث في مدة بسيطة ، ولكن فخامة الوالد الرئيس عبدربه منصور هادي حفظه ربي ورعاه ، قد سعى بكل جدية ، وبذل كل جهوده ليرعى التصالح بين الاطراف والمكونات التي تحارب الانقلاب الحوثي ، ويحقق الاصطفاف الوطني لتحرير اليمن واستعادة الدولة ، وقد حقق فخامة الرئيس في هذا الجانب نتائج ملموسة وتغلب على كل الصعاب والمشاق ، واستطاع ان يقرب بين وجهات النظر ويجمع الكثير على طاولة الوطن ويوحدهم لمحاربة الحوثي عدو اليمن وعدو الجميع .
على مستوى الاقوال ، سنجد ان تصريحات وخطابات الرئيس هادي ، كلها تسعى لتحقيق الوحدة والاعتصام بين الاطراف السياسية وفصائل المقاومة والجيش الوطني للتوجه نحو محاربة الانقلاب الحوثي .
على مستوى الافعال ، سنجد ان فخامة الرئيس هادي قد سعى منذ البداية لتحقيق الاصطفاف الوطني منذ أن قام الحوثي بمحاصرة دماج قبل ان يصل عمران ويتجه نحو صنعاء ، ففي تلك الفترة دعا هادي لاصطفاف وطني لمواجهة ذلك الخطر الحوثي ، فاستجاب له بعض المكونات ورفض البقية حينها .
وايضاً سعى الرئيس هادي نحو المصالحة بين الاطراف اليمنية في الشمال والجنوب ، فاستجاب له البعض ورفض البعض ، ولكن رفضوا دعوات هادي للمصالحة والاصطفاف لمحاربة الحوثي في ذلك الوقت ، هاهم اليوم عادوا لكلام هادي وايقنوا ان محاربة الحوثي تتطلب التصالح والاصطفاف ، وان كانت عودتهم جاءت بوقت متأخر ، إلا ان العودة المتأخرة خيرٌ من عدم العودة.
حرص الرئيس هادي وسعيه نحو المصالحة والتصالح والاصطفاف بما يحقق التوحد لمحاربة الحوثي وتحرير اليمن ، وفتح المجال للذين اختلفوا مع الحوثي بعد ان كانوا متحالفين معه للمشاركة في محاربة الحوثي وعفوه عنهم وتسامحه ، يدل على ان الرجل يحمل صفات القائد العظيم ، ويهمه المصلحة الوطنية ، ولديه نظرة ذات ابعاد ورؤية ذات ادراك ، ولديه صدر لا يحمل الحقد وعقل لا يقبل الانغلاق ، وهذه صفات القائد الناجح رجل المهمات الصعبة والمناسب للمراحل الحرجة .
المرحلة التي نعيشها تتطلب توحد الجميع لمحاربة الانقلاب الحوثي ، ولن ينجح ذلك التوحد إلا في حال وجود مصالحة واصطفاف بين جميع الاطراف والمكونات المختلفة مع الحوثي ، والمصالحة لن تكون واقعية إلا اذا كانت تحت رعاية هادي ، والاصطفاف لن يكون حقيقي إلا اذا كان خلف قيادة هادي .