في عدن أطلق اليوم الأحد سراح الناشطة الحراكية "أنسام عبدالصمد" عقب اعتقال وإخفاء قسري دام عام كامل.
أنسام التي ذات يوم رفعت حذائها في مواجهة محافظ عدن السابق "وحيد رشيد" ولم يفعل بها الرجل شيئا .
"أنسام" التي سارت على درب فيصل عبداللطيف وقحطان الشعبي وقافلة طويلة من الأسماء الذين أكلتهم الثورة التي أشعلوا نيرانها ذات يوم.
في سجون "عدن" العلنية والسرية تتم صناعة الإرهاب على قدم وساق وسيخرج الآلاف من المقهورين اليوم وغدا ولكنهم سيخرجون ليحملوا معاول الهدم للمجتمع والشعب.
قال لي سجين أوقف لعام كامل قبل ان يطلق سراحه مؤخرا :" تجهزوا لخروج الآلاف من القتلة والمنتقمين من السجون ، دخلوها دونما ذنب لكنهم باتوا يحملون حقد "العالم" وغلّه في قلوبهم وسيخرجون للإنتقام ولا شيء غير الانتقام.
قال الرجل :" المئات دخلوا أبرياء لكنهم اليوم باتوا قاعدة وداعش وخلافه استلهموا كل هذه الأفكار داخل السجون .
المواطن البسيط حينما تعتقله دونما ذنب وتزج به بسجن عام كامل وتعذبه وتمارس ضده شتى اصناف العذاب وترميه بعد عام بشارع عام .. هل تتخيل انك اعدت لنا شخص طبيعي ومسالم .. لقد رميت قنبلة متفجرة.
في عدن قلناها أكثر من مرة إننا لسنا ضد فلان من الناس أو ضد جماعة لكننا ضد هذه الفوضى المجنونة التي أدمت المجتمع وستضره كثيرا كثيرا .
في "عدن" طوال 3 اعوام اعتقل الناشط الحراكي والفنان ورجل الدين والمواطن العادي والموظف الحكومي واطلق سراح الكثير في نهاية المطاف دونما اتهام واحد.
هناك خلل ولايمكن لاي عاقل ان ينكره ، كلنا مع الامن وجهوده وكلنا ضد الارهاب والارهابيين لكن مايحدث يولد الارهاب وينتجه.
عادت "أنسام" إلى أسرتها اليوم ،لكن ماذا عن عام كامل من الإخفاء القسري ..! ماهي تهمتها؟ .لماذا يتم اعتقال الناس هكذا؟ .. ماذا عن الآلاف الآخرين من الناس الذين يعتقلون دونما ذنب..!!؟.
منظومة الظلم الأمنية هذه ستقع وستسقط وهذا أمر لابد منه لكننا كمجتمع سنسقط معها ، سيخرج هؤلاء الذين حولتهم السجون إلى ارهابيين وسيتحولون الى منتقمين من المجتمع كله ، سيقتلون الطبيب ورجل الأمن والمهندس وسيدمرون المجتمع وسيحرقون الأخضر واليابس.
لذلك قلناها وسنقولها "إصلاح المنظومة الأمنية" في عدن أمر يجب ان يتم اليوم قبل غدا لأننا مقدمون على وضع كارثي وخطير.
#فتحي_بن_لزرق
15يوليو2018