""""""""""""""""""""""""""""""
""""""""""""""""""""""""""""""
القتل في عدن والإختطاف ومداهمة البيوت وترويع الآمنين لاتقوم به إلا عصابات وجماعات ارتبطت بمشروع خارجي يهدف إلى ضرب النسيج الاجتماعي في محافظات الجنوب بشكل عام فهو ينطلق من اجندات وأهداف خبيثة أهمها مايلي
إحداث الفوضى وعدم إستتباب الأمن والإستقرار في عدن والهدف من ذلك جعل عدن غير قادرة على إعادة نشاطها السياسي و المدني والاقتصادي وحتى لا تدور عجلة التنمية فيها وتفعل مرافئها وموانئها ومؤسساتها بل يريدونها أن تظل كما هي بعد الحرب بدون إعادة إعمار وهذا يحقق الرخاء والنماء في بعض دول الإقليم
قتل الشريحة التربوية والتي تحمل مشروع علمي تربوي وهذه الشريحة أخذ منها قيادات الإصلاح نصيب الأسد من التصفيات يليهم القيادات الإسلامية من التيارات الأخرى يليهم عناصر الأمن والقيادات التابعة للشرعية ولا يخفى على الصغير والكبير كنه هذه التصفيات ومن يقوم بها ومن يدعمها ويمولها لأنها تحقق الأهداف التي ذكرنا في البند الأول
فرض واقع جديد يضعف دور عدن الريادي ويجعلها بؤرة توتر لأن هذا الأمر يخدم أهداف الممول الذي يرى في عدن مكمن الخطر فيما إذا دشنت كمنطقة حرة وميناء حر ففي هذه الحالة ستتهاوى صروح ورقية إقليمية بنيت وانتعشت على حساب ركود عدن ومينائها ولن تستطيع أن تكبح جماح عدن فيما إذا تمكنت من أعادت صياغة نفسها وعادت إلى الحياة مرة أخرى فهي ثاني أكبر ميناء بعد ميناء نيو يورك وهي تربط جميع القارات وهي منطقة أستراتيجية حباها الله بمميزات عديدة لاتوجد في غيرها
لأن عدن إذا قامت تهاوت
صروح البدو في وسط الصحاري
ولا يخفى على الجميع أن من يقوم بهذه الإخلالات الأمنية يهدف أيضا إلى إحراج الشرعية ممثلة بفخامة الرئيس هادي بأنها غير قادرة على تثبيت دعائم الأمن والاستقرار ولأن هادي رفض التماهي مع مشروع التفريط بالسيادة وأصر على أن اليمن لن تفرط في جزء من ترابها ولن ترهن قرارها السيادي ويريدون التضييق على هادي في عدن فبينما طارق عفاش الذي قتل ونهب وسلب وقاد كتائب القناصة الذين سقط من رصاصاتهم الغادرة الآلاف من أبناء الجنوب. يعيش في عدن آمنا" مستقرا بل ويحضى بدعم الإنتقالي وهو يعسكر في بئر أحمد بالحرس الجمهوري ولا يرون أنه يشكل خطر عليهم لكنهم يجمعون ويتفقون مع طارق على حرب الشرعية فعدوهم الأول ليس الحوثيين بل هي الشرعية يتفقون على هدف واحد وينطلقون من استراتيجية واحدة هي التي رسمها لهم المتعهد السامي
والشرعية تنطلق من منطلقات وطنية جوهرها أننا شركاء لا أتباع ومن باب الندية وعدم رهن القرار السيادي ولذلك تم إنتاج مليشيات موازية للشرعية وهذه المليشيات لا تأتمر لمؤسسات الدولة ولا تأتمر للشرعية بل تأخذ أوامرها من المتعهدبن والممولين لها والمنتجبن والمسيرين لها هم من يحدثوا هذه الفوضى والغرض منها واضح وهو الضغط على الشرعية لترضخ لطلبات المندوب الذي سال لعابه لما رأى من مكنونات إقتصادية في ارض عصفت به الأنواء وتجاذبته الأهواء فأرادوا الإستئثار بهذه الخيرات وليتهم مع كل هذه الأطماع اوجدوا للشعب حياة كريمة وعمروا وبنوا فلربما إستمالوا الشعب إليهم قليلا لكنهم يريدون الأخذ ولا يريدون العطاء مفارقة عجيبة فعدن لثلاثة أعوام بدون كهرباء أيعقل أن المتعهد لايستطيع أن يشغل الكهرباء للشعب الذي يريد إستعماره والإستئثار بخيراته مالكم كيف تحكمون يريدون إيصالنا إلى مستويات سحيقة من التردي والفوضى والى مراحل متقدمة من الجوع والفقر ولكننا مع كل هذا العبث لن يفت في عضدنا ولن يضعف عزائمنا و سنأكل من تراب صحراء دوفس وصحراء حضرموت ولن نفرط قيد أنملة في أرضنا وسيادتنا
. الراعي لتلك المليشيات التي تفتعل هذه الفوضى له خطط يريد تمريرها وهي تضر السيادة الوطنية عليه أن يعي أن اليمن كبيرة ولايقوى على ابتلاعها الا في حالة أن الفأر يستطيع التهام فيل أو أن يلج الجمل في سم الخياط اليمن بلد قامت على ترابه الطاهر حضارات عظيمة حضارة سبأ وحمير وحضرموت وقتيان وذو ريدان حضارات تليدة سامقة لامست السماء هذا نحن فأين أنتم ياحضارة الطفرة النفطية في ساحل عمان
ولكن في مثل هذه الحالة على الشرعية أن تقوم بدورها في حماية الشعب وفرض نفسها كجهة لايمكن تجاوزها وهي المعترف بها دولياً ومحور التحالف وعليها تقع المسؤولية أمام الله ثم أمام الشعب فمن أخفق في أداء عمله وقصر في واجباته لابد أن يقال وعلى الرئيس هادي أن يقيل من تلطخت أياديهم بدماء الشعب لاهواده في ذلك ومن يحمي القتلة والمجرمين تقدم ضده شكاوى الى مجلس الأمن والى الأمم المتحدة ومن يدعم مليشيات خارج إطار الشرعية فهو يخرج عن أهداف التحالف الذي من أساس أهدافه دعم الشرعية وليس ثلمها وإضعافها والجنوب لن يأتي بتفجير مخيم للنازحين التهايم ولا بقتل أئمة المساجد ولا بتصفية قيادات أمنية وعسكرية ولن يأتي الجنوب باختطاف وترويع الآمنين بل سيأتي الجنوب من خلال الدولة الاتحادية ومن خلال العدل والمساواة ومن خلال بناء مؤسسات الدولة وتفعيل النظام والقانون
عبدالناصر بن حماد العوذلي
2 أغسطس 2018
القاهرة