هاني بن بريك شخصية مضطربه

2018/09/15 الساعة 10:22 صباحاً

هاني بن بريك 
شخصية مضطربة
**************

هاني بن بريك في مقابلته على قناة أبو ظبي كان صلفا في إجاباته وحاول إختزال العمل الثوري في شخصه وكأنه هو من اوقد جذوة النضال في الجنوب سابقا  وهو من شب لظى الحرب على الحوثيين لاحقا ونسي أن هناك حراكا جنوبيا سلميا إتقدت جذوته منذ العام 2007 في حين كان هو يحرم ذلك ويعتبره خروجا على ولي الأمر حينذاك عندما كان عفاش يدير البلاد وهاني يرى فيه ولي أمر واجب الطاعة ويحرم الخروج عليه 

نسي هاني أو تناسى أنه عندما تم تأسيس المقاومة الجنوبية إبان الغزو الحوثي رفض هاني  رفضا قاطعا تسميتها بالمقاومة الجنوبية وأصر على أن تكون مقاومة شعبية وذلك أنه رأى في التسمية دعوة للإنفصال  حين ينطلق ولو صوريا من منطلقات السلف  وكان يحرم رفع علم الجنوب ويرى فيه عودة للماركسية اللينينية البائدة 

هاني بن بريك شخصية دراماتيكية متقلبة غير مستقرة تسيرها الأهواء وتعصف بها الأنواء يستطيع التأقلم مع مناخ المصلحة ويتعاطى مع سيناريوهات المنفعة  سلفي العقيدة ظاهرا ومجرد منها باطنا"  قيل أنه كان عميلا إستخباراتيا منذ زمن بعيد لإحدى دول الإقليم واستخلص ذلك من خلال زلة لعميد إستخبارات متقاعد لدولة عربية  وعلى الهواء في مقابلة فضائية حين قال نحن على علاقة بهاني بن بريك ونعرفه منذ زمن  واستدل من ذلك أن الرجل كان مزروعا لأختراق  الجماعات السلفية في اليمن ومعرفة أغوار هذه الجماعات التي كانت بنظر بعض الدول عبارة عن فقاسات للإرهاب وقد حقق هاني في ذلك نجاحا كبيرا واستطاع أن يكون مسمارا في خاصرة هذه الجماعات حتى أصبح اليوم على رأس كيانها الجنوبي

رغم أن هاني بن بريك يعلن ويظهر للناس أنه سلفي العقيدة إلا أنه يخالف المنهج الذي يدعي أنه يتأطر بفكره وذلك   في جزئية طاعة ولي الأمر فهو لايرى للرئيس هادي طاعة وولاء بحسب وصفه أنه منتخب  رغم أنه كان يدين بالطاعة والولاء لعفاش وهو منتخب كيل بمعيارين وازدواجية في الطرح وفي حين ينكر طاعة ولي الأمر يقر أن الرئيس هادي الرئيس الشرعي المعترف به دولياً لكنه لايرى الرئاسة المطلقة له  ويثلم هذه الرئاسة ولا يقرها بالمطلق ويوعز للغوغاء بشق عصا الطاعة  كمثل الشيطان إذا قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني بريء منك إني أخاف الله رب العالمين

مشروع الجنوب واستقلال الجنوب الذي يتبناه اليوم هاني ينطلق من مصلحة دولة الإمارات ولا جنوب إلا بالمقاييس الإماراتية ومصلحة  أبوظبي أي أن الجنوب لابد وأن يحمل للإمارات تحقيق مصالحها ولو على حساب شعب الجنوب وهذا يعني رهن جميع أجزاء الوطن في الجنوب للرغبة الإماراتية والوصاية وإسقاط السيادة الوطنية واعتماد إستعمار جديد ولكن هذه  المرة بطلب رسمي (استعمرونا)  أو  على  غرار طلب امرأة عزيز مصر ليوسف حين راودته عن نفسه وقالت  ( هيت لك)  وهاهو هاني يقول للإمارات هيت لك  ولكن هل سيقول ولد زايد معاذ الله لا وألف لا   بل سيقول  هلا وسهلا بالزينة والمزيونة وسيفتح ذراعيه ليحتضن من وهبت له نفسها  اليس هذا مايريده هاني رهن البلاد واستباحة خيراتها والسيطرة على جزرها ومينائها ونهب نفطها وغازها 

هاني بن بريك يجيد التزلف ويتقن القفز على الحقائق ويتجاوز المعطيات ففي حين يصرح قائد الوية العمالقة الجنوبية الباسلة أنه يدين بالطاعة والولاء لله ثم لولي الأمر والوطن يحاول هاني تمرير كذب وزيف وافتراء أن هذه الوحدات العسكرية تتبع مجلسه الإنتقالي  هذا لعمري قمة الكذب والتزييف وسرقة إنتصارات الأبطال من قوات الوية العمالقة الذين يقدمون أرواحهم رخيصة رفعا لكلمة الله في مواجهة الرافضة ونسي هاني أن هذه الوحدات تنتمي للسلفية الحقة وهم من طلبة مركز دماج الذين نكل بهم الحوثيين  في حصار دماج ومن  ثم  تم تهجيرهم منها في سابقة لم تشهدها اليمن في جميع حقبها

واليوم يردون الصاع صاعين لسلالات الكهنوت هل نسي هاني أن  مركز دماج ومركز الفيوش وكل المراكز السلفية كانت لاتطمئن له  ويعتبرونه خارجا عن سلوكيات المنهج وكانوا يحذرون منه ولم يعترف السلفيون بهاني بن بريك بل ناصبوه العداء وهاهو اليوم ينكل بهم  ويقتل في مشائخ  الجماعة السلفية  والذين حذروا منه على مدى سنوات حتى جاء اليوم الذي تمكن فيه هاني من خلال دعم الامارات له وتنصيبها له كذراع لها  في الجنوب وسيفها المصلت على رقاب من تريد الإمارات التخلص منه فمتى يعرف ويعي  الجنوبيون أن هاني لايعمل للقضية الجنوبية ولا لإستقلال الجنوب  بل يعمل جاهدا لإستغلال الجنوب  لصالح اجندات وأهداف خبيثة خارجية لاتمت بصلة لرغبة أبناء الجنوب في الحرية والسلام بل تنطلق من خلال مفاهيم السيطرة وإستغلال خيرات البلاد لحساب الإمارات 
بدون النظر في مصلحة الشعب وحقه في الحياة الكريمة على ثرى وطنه الذي يئن من ظلم الأقرباء  وبطش الغرباء

عبدالناصر بن حماد العوذلي
15 سبتمبر 2018