كعادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي, في كل كلمة يوجهها للشعب اليمني يوجه من خلالها توصيف للحاضر ومستجداته في مواجهة الإنقلاب وهزيمته, ورسم محددات ومعالم المستقبل, بجانب توجيه رسائل مهمة ومتعددة للداخل والخارج, وبجانب كل ذلك تكتسب هذه الكلمة ميزة مهمة بحضور نائبه الفريق الركن علي محسن صالح ورئيس الوزراء الدكتور معين عبد الملك ونائب رئيس مجلس النواب محمد علي الشدادي وبأنها موجهة للسلطة التشريعية المنتخبة من الشعب اليمني, وفي لحظة تاريخية تعيش فيها اليمن المرحلة الأخيرة للقضاء على الإنقلاب الإمامي الإيراني الذي عانى الشعب اليمني بسببه أقسى معاناة عرفها في تاريخه, فلقد وضع فخامته الجميع أمام مسؤولياتهم ومستجدات الأوضاع بمختلف جوانبها ورسم محددات الحاضر والمستقبل. ويمكن تلخيص ما جاء في الكلمة بما يلي: ترحيب بنواب الشعب وتحية لنضال الشعب اليمني في مواجهة الإنقلاب. حيث أوضح فخامته ذلك حين رحب بأعضاء المجلس ونقل تحياته عبرهم للشعب الصامد بالقول ( ومن خلالكم أحيي كل أبناء الشعب اليمني في هذه المرحلة الصعبة من عمر اليمنيين ، حياة النضال والتضحية والفداء في سبيل استعادة الدولة وهزيمة الانقلاب وعودة الحياة الطبيعية للمواطنين). تهنئة بعام جديد للميلاد وأمنية بحمله للخير والمحبة والسلام الشامل. وذلك بقول فخامته (يسرني في بداية هذا الاجتماع أن أهنئكم بقدوم العام الميلادي الجديد، وأهنئ كل أبناء شعبنا بهذه المناسبة التي نتمنى أن يكون عاماً للخير والمحبة والسلام في ربوع بلدنا العزيز اليمن, وأهنئ كذلك كافة أبناء الأمة العربية والإسلامية قيادات وشعوبا بهذه المناسبة التي نتمنى أن تعود علينا وعلى الأمة بالخير العام والسلام الشامل.) معاناة اليمنيين بسبب الإنقلاب وتبعاته. حيث أوضح فخامته ذلك (أنا سعيد جداً بتجدد هذه اللقاءات وان كانت على فترات متباعدة للوقوف أمام واقع بلدنا اليوم وتدارس معاناته وتبعات سنوات الانقلاب وما حملته معها من معاناة وصلت إلى كل أسرة في وطننا العزيز). عبث المليشيات الحوثية بالدولة والمواطنة والإنسان. حيث بين فخامته همجية هذه المليشيات وعبثها بقوله (لقد عبثت المليشيات الحوثية بالدولة ومؤسساتها بل بالمواطنة والإنسانية بصورة عامة) ثقافة المليشيات الحوثية موت وزرع للألغام والأحقاد. حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (لا تجيد هذه العصابات غير ثقافة الموت وزرع الألغام والأحقاد.) دور فخامته وجهوده لإحلال السلام في اليمن وإخراجه من الحرب منذ 2011م . حيث أشار فخامته لذلك بقوله (أحب أن أشير إلى الجهود التي بذلناها من أجل إحلال السلام في بلادنا والسبل التي سلكناها من اجل تعزيز السلام والأمن في بلادنا، تعلمون جميعاً أن أيدينا ظلت ممدودة بالسلام طوال الفترات السابقة ليس فقط في فترة المشاورات بل منذ بداية ???? وما بعدها وصولاً إلى المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية ومرحلة الحوار الوطني وما قدمناه جميعاً في سبيل الخروج باليمن من مخاوف الحرب). مسئوليتنا الكاملة عن حياة الشعب اليمني ورفع معاناته دافعنا للسلام. حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (دخلنا معهم في مشاورات من جنيف إلى بييل إلى الكويت إلى جنيف التي تعمدوا إفشالها ومن ثم إلى مشاورات السويد، وكنا في كل هذه المراحل الطرف الذي يتعامل بكل إيجابية مع كل جهود المجتمع الدولي من واقع مسئوليتنا الكاملة عن حياة الشعب اليمني وإدراكاً لمعاناته، فنحن مسؤولون عن اليمن كل اليمن وعن أبناء الشعب اليمني كل أبناءه). المليشيات الإنقلابية انقضت على كل التفاهمات والاتفاقات ونقضتها. حيث بين فخامته ثقافة المليشيات بنقض كل ما يتفق عليه بقوله (غير إنكم تعلمون إصرار الميليشيات الانقلابية على الانقضاض على كل التفاهمات والاتفاقات بما فيها تلك التي وافقوا عليها في مخرجات مؤتمر الحوار وغيرها من الاتفاقات التي نقضوها واحداً بعد الآخر). وهم قوة السلاح ودعم إيران وراء رفضهم السلام والتعايش. حيث بين فخامته سبب نقضهم لكل ما اتفق عليه اليمنيون ورفضهم السلام والتعايش بأنهم (مدفوعين بوهم القوة والسلاح والدعم الذي يتلقونه من إيران بصورة مستمرة). الجانب الإنساني وملفاته كان أولويتنا في مشاورات السويد وعنوانها. حيث أوضح فخامته بأهمية وأولويه هذه الملفات لرفع المعاناة عن الشعب اليمني بقوله (لقد حرصنا في مشاورات السويد أن يكون الجانب الإنساني هو عنوان هذه المشاورات العام، من اجل التخفيف عن حياة شعبنا الذي تضرر من جراء الحرب وآثار الانقلاب المشئوم). ملفات مشاورات السويد. حيث أوضح فخامته ملفات الجانب الإنساني التي قامت المشاورات حولها بقوله (ولذلك جعلنا من - ملف المعتقلين والأسرى. - ورفع الحصار عن تعز. - وفتح الممرات الإنسانية وإيصال الإغاثة الإنسانية إلى كل المحافظات. - وإيقاف نهب المليشيات لموارد الدولة لتصب في مصلحة رواتب كافة الموظفين في كل اليمن. - وفتح مطار صنعاء. - وخروج المليشيات من الحديدة. كل ذلك وضعناها أولوية في مشاورات السويد). حفظاً لحياة المدنيين والبنية التحتية و استجابة للجهود الدولية وافقنا على اتفاق الحديدة لخروج الميليشيات الحوثية منها. لإدراك فخامته بأن مشروع مليشيا الإنقلاب الحوثي غير وطني وهدفه قتل اليمنيين وتدمير مدنهم ومستقبلهم وافق على الإتفاق المقدم من الأمم المتحدة بقوله (لقد وافقنا على اتفاق الحديدة حفاظاً على حياة المدنيين في الحديدة وعلى البنية التحتية للموانئ والمدينة واستجابة للجهود الدولية التي رأت انه من الممكن الحفاظ على الأرواح والممتلكات في الحديدة عبر اتفاق سلمي يفضي إلى خروج الميليشيات الحوثية من الحديدة وموانئها). نيران قوات الشرعية بدعم التحالف أرغمت المليشيا على اتفاق الحديدة. ونظراً لأن ثقافة المليشيا الحوثية الإيرانية الموت والدمار ولا تؤمن بالسلام إلا مرغمة بيّن فخامته سبب موافقتها لاتفاق الحديدة بقوله (نحن نعلم أن الميليشيات لم توافق على اتفاق الحديدة الا بعد أن وصلت نيران قوات الشرعية مدعومة بالتحالف إلى عمق معاقلهم في الحديدة). إيجابيات اتفاق الحديدة مشروطة بتنفيذ الأمم المتحدة له وفقاً لبنوده. حيث أوضح فخامته ذلك بقوله (إن اتفاق الحديدة إيجابي في جوانبه المتعددة إذا ما مضت الأمم المتحدة في تنفيذه وفقاً لبنوده). محصلة اتفاق الحديدة. حيث بيّن فخامته ذلك بقوله (فهو يفضي في المحصلة إلى: - خروج المليشيات الحوثية من الحديدة. - تسليم الحديدة بطريقة سلمية إلى السلطات المحلية الشرعية وقوات أمنها وفقاً لنصوص القانون الدولي و قرارات مجلس الأمن والقانون اليمني الذي يعطي السلطات الشرعية الحق الحصري والمطلق في إدارة المحافظة والموانئ. علاقة اتفاق الحديدة بالقرار 2216 ومرجعيات العملية السياسية. حيث أوضح فخامته بمقال لا يحتمل اللبس والتأويل ذلك بقوله (وبهذا فإننا ننظر للاتفاق بأنه مستلهماً من نصوص قرار مجلس الأمن الدولي 2216، ولأننا بكل وضوح لن نقبل بأي حلول خارج عن المرجعيات الثلاث الثابتة). فريق إعادة الإنتشار ودور الجهات المختصة في ملف الحديدة. حيث بين فخامته تشكيله للفريق وتوجيهاته للجهات المختصة وواجباتهم بقوله (نحن شكلنا الفريق المطلوب للتعامل مع ملف الحديدة وما يسمى بفريق إعادة الانتشار ووجهنا الجهات المختصة للقيام بواجبها في تسلم الموانئ وإدارة الحديدة وفقا لنصوص الاتفاق) ضمان تنفيذ اتفاق الحديدة كم نصت عليه بنوده. حيث بين فخامته دوره ومتابعته وتواصله لذلك بقوله (ونحن على اتصال مباشر ومستمر مع الفريق في الميدان وبالتنسيق الكامل مع الأشقاء في التحالف وكذلك الأمم المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاق بصورة جادة و مستمرة). اتفاق الحديدة اختبار حقيقي للأمم المتحدة والمجتمع الدولي لرفع المعاناة وإحلال السلام في اليمن. حيث أشار فخامته لذلك بقوله (نحن نعتقد أن الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مرحلة اختبار حقيقي أمام الشعب اليمني في تنفيذ اتفاق الحديدة بالصورة الصحيحة التي تضمن إحلال السلام وعودة الدولة وتشغيل الموانئ والاستفادة من موارد الحديدة وموانئها من اجل خدمة الشعب اليمني). التوجيه بدفع المرتبات لموظفي الحديدة رفعاً لمعاناتهم. حيث وجه فخامته الحكومة بقوله (ونوجه الحكومة اليوم بالعمل وبشكل عاجل على صرف مرتبات كافة الموظفين المدنيين في كل المجالات في محافظة الحديدة ابتداءً من هذا الشهر ديسمبر). الاقتصاد والخدمات أولوية الحكومة. نتيجة لتدهور الوضع الإقتصادي والخدمي بسبب الإنقلاب وتداعياته وجه فخامته الحكومة لتكون هذه أولوياتها بقوله (لقد وجهنا الحكومة في هذه الظروف الاستثنائية الحرجة، أن ينصب تركيزها على ملفي الاقتصاد والخدمات بدرجة أساسية، انطلاقا من التدهور المريع الذي كانت قد وصلت اليه الحالة المعيشية للمواطنين مع انهيار أسعار صرف العملة الوطنية الذي لم يكن مقبولا باي حال من الأحوال، وأثر على حياة ومعيشة جميع اليمنيين دون استثناء). إجراءات وقف انهيار الإقتصاد والمعيشة. حيث وضح فخامته ما تم في سبيل ذلك بقوله (لذلك عملنا مباشرة مع الحكومة وأجهزتها المختصة على وقف هذا الانهيار الحاد واتخذنا إجراءات بالتنسيق والدعم من قبل الأشقاء في المملكة العربية السعودية نجحت بإعادة التعافي للريال اليمني، بشكل كبير وملموس). واجبات الدولة والحكومة ودورها لإنهاء الإنقلاب وتطبيع الحياة. وعن واجبات الدولة بمختلف مؤسساتها والحكومة ودورها أوضح فخامته ذلك بقوله ( وعلى الحكومة أن تدرك أولوياتها جيدا وان يكون لديها خطة ورؤية واضحة، للتعامل الجاد مع مختلف القضايا والموضوعات التي تهم حياة المواطنين بمسؤولية وحزم، كما لن نغفل واجبنا إلى جانب الحكومة في استكمال إنهاء الانقلاب، ومواصلة الجهود لمكافحة الإرهاب، والتطبيع الشامل للأوضاع في المناطق المحررة). العمل جميعاً الدولة والشعب والمنظومة السياسية معاً لاجتياز المرحلة الراهنة. حيث بيّن فخامته بأن اجتياز المرحلة يتطلب دور أساسي وجوهري للجميع بقوله (إن اجتياز عقبات المرحلة الراهنة لن يكون بالرئاسة والحكومة بمفردها، بل يستلزم أن يكون مصحوبا بدور أساسي وجوهري وفعال لكل المؤسسات والمنظومة السياسية، للمواطنين جميعاً دون استثناء، فعلينا جميعا أن نستشعر المسؤولية التكاملية ونرتقي إلى مستواها، وإذا لم تتكاتف جهودنا جميعاً، دولةً وشعباً الآن، فمتى سيكون ذلك ؟ إن مستقبل الوطن ومستقبل أبنائنا لا يحتمل المزيد من المخاطرة). جسامة التحديات وبناء مستقبل اليمن الإتحادي تتطلب عزائم الرجال. وتحدث فخامته عن ذلك بقوله (ندرك جميعاً أن التحديات جسيمة، والمرحلة اليوم لازالت معقده وحساسة تتطلب عزائم الرجال وتوحيد الصف لنخطو معاً بثقه وثبات إلى المستقبل الذي نريده ونرتضيه لأجيالنا وأبنائنا وأحفادنا لنفتح صفحة جديدة ناصعة البياض لكي نستطيع أن نبني اليمن الاتحادي الجديد الذي يتسع لكل أبنائه دون تمييز). مجلس النواب المؤسسة والأعضاء والدور. حيث بيّن فخامته ذلك بعبارات واضحة نوجزها بما يلي: - أقول لكم اليوم وبكل وضوح نحن نعلم أن كثير من قيادات وأعضاء المجلس قدموا الكثير في سبيل استعادة الدولة ومواجهة الانقلاب، وهم مشكورين على ذلك وسيقدر لهم الشعب اليمني تضحياتهم وصمودهم. - نحن اليوم في حاجة ماسة إلى مجلس النواب كمؤسسة في مواجهة الانقلاب. - والى أعضاء مجلس النواب كأشخاص ممثلين للشعب وأصحاب تأثير للعمل مع أبناء شعبنا ومساعدة الحكومة والسلطات المحلية، باعتباركم ممثلي الشعب. - وهاهي معركة الشعب في استعادة الدولة ودحر الانقلاب والحفاظ على الجمهورية وتطبيع الحياة وبناء اليمن الاتحادي الجديد، والشعب ينتظر منا اليوم أن نبذل الغالي والنفيس لتخفيف المعاناة وإنهاء هذه الحالة الصعبة التي يعيشها الوطن بسبب الانقلاب. - نوجه الحكومة بالعمل وبالتنسيق مع التحالف لترتيب كافة الإجراءات الأمنية واللوجستية لانعقاد البرلمان . - إننا سنولي مجلس النواب اهتماما خاصاً. - نطلب من كافة الكتل البرلمانية وأعضاء المجلس العمل بروح الفريق الواحد والكتلة الواحدة والحزب الواحد للتصدي للانقلاب في كل المحافل والظروف, وتفعيل الدور الإيجابي لهذه المؤسسة الهامة. - لنعمل جميعا بروح الفريق الواحد فمعركتنا مع الانقلاب هي معركة شاملة يتوجب أن يقوم كل منا بدوره في المواجهة والتحدي . أبناء القوات المسلحة والأمن والمقاومة والشهداء والجرحى التضحيات والدور. وعنهم أوضح فخامته تضحياتهم ودورهم بقوله (إخوانكم من أبناء القوات المسلحة والأمن والمقاومة يقومون بتضحيات جسيمة على كافة الجبهات العسكرية والأمنية ويواجهون عصابات الموت ويحققون الانتصارات في كل الميادين ويتحملون كل الظروف من أجل هذا الوطن، وطن العدالة والمساواة, نوجه لهم التحية والشكر في هذا اليوم بما يبذلونه من تضحيات عظيمة وجسيمة ، ونوجه كل التحية لأسر شهداءنا الأبطال وجرحانا الميامين و نقول لهم أن تضحياتكم سيخلدها التاريخ الذي نكتبه اليوم بدماء أبناءنا الشجعان. التحالف ودوره في دعم الشرعية. حيث أوضح دور تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة بقوله (كما لا أنسى أن أتوجه بالشكر والتقدير لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية لجهودهم المخلصة مع الشعب اليمني ولأخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان خالص الشكر والتقدير على كل ما يقدموه لليمن واليمنيين، والشكر موصول لكافة دول التحالف