ظل الحديث عن خطورة المشروع الايراني على المنطقة، والذي ينفذه الحوثيون في اليمن ، يقابل في معظم من الأحيان بعدم إكتراث وبتجاهل يخفي أزمة مركبة في فهم طبيعة الصراع الذي تقوده إيران ووكلائها في المنطقة على امتدادها العربي الواسع .
ما لا يشفع لأصحاب هذا الموقف المشوب بتجاهل حقيقة هذا المشروع المؤدي هو أنهم يرونه حاضراً بوضوح في العراق وسوريا واليمن ولبنان والبحرين ، ويرونه يتسلل بأشكال مختلفة الى كل البلاد العربية بأردية طائفية خبيثة المحتوى ، ولا يجدون حرجاً من سحب المشكلة من إطارها الحقيقي إلى متاهات جانبية ، أو التقليل من خطورة هذا النوع من الوكلاء الذين تم تجهيزهم وإعدادهم بكافة الطرق والوسائل للدفاع عن مشروع يقدمون بلدانهم ضحية له .
الحوثيون ، ببساطة يقدمون البمن وشعبها ضحية للدفاع عن هذا المشروع الايراني المؤذي ، وهم لا يقومون بهذه إلا وقد تجردوا من كل ما يربطهم بهذا البلد من روابط .ولم يعد يعنيهم تدميره ومعاناة شعبه .
منذ اليوم الأول الذي أعلنوا فيه إنقلابهم على التوافق السياسي لبناء الدولة اليمنية كانوا قد وضعوا اليمن في خندق هذا المشروع الموجه ضد أمن المنطقة ، وعرضوا اليمن بذلك لكل هذه الالام ولكل هذا الدمار ، ولا يزالون بطيشهم ينفذون مخططات النظام الايراتي برفض العودة عن إغراق اليمن في المزيد من الدمار عبر القيام بأعمال صبيانية بالوكالة، لا تعني سوى الاصرار على استمرار الحرب وفقاً لحاجة نظام ايران الذي تحاصره المشاكل من كل جانب ، ويرى في هذه الحرب إحدى فرص التسوية لإنقاذ نفسه .
بطبيعة الحال لا يجب ان تكون المواجهة مع المشروع الايراني في اليمن بالطريقة التي يستهدف بها وكلاء إيران المزيد من التدمير وتعميق المعاناة الانسانية ، لأن هذا هو ما تسعى إليه هذه الجماعة المرتهنة لمصلحة إيران ، فلا يهمها أن يدمر اليمن ، ولا هي تلقي بالاً بأن تسحق المعاناة الانسانية أبنائه ، بل هي تستفيد من ذلك على النحو الذي لا يرى فيه المجتمع الدولي الحدث إلا بمعاييره المستقلة عن المشكلة الأساسية ، إن المواجهة يجب أن تتم بأفق يقود إلى هزيمة هذا المشروع في اليمن ..ولذلك قواعد ووسائل وأليات لا أظنها خافية .