لليوم الثاني على التوالي ينتفض أبناء عدن ضد المجلس الإنتقالي ومليشياته بعد أن كسروا حاجز الخوف في قلوبهم ، هتفوا في مظاهراتهم مطالبين بعودة الحكومة الشرعية وإخراج الإنتقالي ومليشياته من داخل عدن ، بعد أن ضاقت بهم عدن بما رحُبت بسبب إنتهاكات مليشيات الإنتقالي وتتار القرية ، ومن خلال مظاهرات اليوم تجلت حقيقة لا مفر منها بأن الإنتقالي لم يعُد مرغوب فيه في العاصمة عدن وأصبح الشارع العدني يتطلع لطرد هذه المليشيات ويترقب بزوغ شمس الجلاء لمن حول حياتهم إلى جحيم ، واقع اليوم تجلى للجميع بأن الإنتقالي يلفظ أنفاسه الأخيرة ولم يتبقى إلا أن يطلق جيشنا الوطني في أبين رصاصة الرحمة في صدر هذه المليشيات وينتهي الإنتقالي من الوجود .
هتافات الشارع العدني في كريتر ضد الإنتقالي كانت بصوت عالي أسمعت كل من به صمم وبنبرة واحدة وفي وجوه مليشياته : شرعية شرعية شرعية .. يا عدني صح النوم لا إنتقالي بعد اليوم .. بالروح والدم نفديك يا عدن .. برع برع يا قرود عبدربه بايعود .. يا ميسري أرجع أرجع لطمنا لما تشبع ، هذه الهتافات والشعارات أغاضت مليشيات الإنتقالي فأطلقت العيارات النارية ضد المتظاهرين وأصابت متظاهر عدني في صدره وأظنها أردته قتيلاً ، والمقاطع التي صورتها الجماهير تثبت الحقيقة لكل من يشكك في ما نقول .
كان هناك في المظاهرات بعض الأصوات النشاز لبعض تتار القرية الذين تعاطفوا مع بنو جلدتهم في مليشيا الإنتقالي ، فكانوا يقولون هؤلاء المتظاهرين كلهم من تعز فكان الرد يأتيهم صاعقاً من أفواه أبناء عدن : نحن من تعز ؟ نحن من عدن يا قرويين نحن نلفظ عدن بطريقة صح ألفظوها أنتم كما نلفظها بطريقتنا نحن العدانية .
في الختام لا يسعني إلا أن أخاطب القيادة السياسية في الحكومة الشرعية وأقول لهم : إستغلوا الحدث ولا تضيعوه من أيديكم ، الشارع العدني آمن أخيراً بأن الشرعية مهما كانت مساوئها إلا أنها تظل شرعية ، وآمن إيمان مطلق بأن المليشيا مهما كان حجمها إلا أنها مليشيات لا يمكن أن تقيم دولة ، وينبغي على القيادة السياسية أن تكافئ هؤلاء الذين هتفوا بإسمها وتكافئ أهاليهم بإعادة كل حقوقهم المعيشية بعودة التيار الكهربائي الذي يكتووا بلهيب جو عدن إن قُطِعَ عليهم ، وبعودة المياه التي إنقطعت على كثير من أحياء عدن لساعات طويلة ، وليعلم من لا يعلم بأن الحسم العسكري في أبين هو إنتصار كبير للعاصمة عدن ، أما توقف المعارك لنعود مجدداً لتنفيذ إتفاق الرياض بظهور الملحق الأخير الذي سمعنا عنه ليضاف للإتفاق فإنه والله لن يجدي نفعاً ، بل سيدعونا لأن نقول تيتي تيتي مثل ما رحتي مثل ما جيتي ، وكما نعلم أيضاً بأن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين .