من اعتاد العيش في الظل متنقلا معه لاهثا خلفه يصعب عليه تحمل تكاليف العيش خارج حدوده ومن أصبح أسير المساحة الرمادية لايمكنه بالمطلق أن يمتلك الشجاعة لإظهار موقف أو تبني فكرة واضحة ومن حرم روح المبادرة يبقى دوما على رصيف النقد النابع من العجز..
مرة أخرى يخيب رفاقنا في الحزب الإشتراكي الظن في رسم صورة لكيان وطني فاعل وعوضا عنه ترسم صورة بائسة لجسد على كرسي الإعاقة ..
في تعليق للرفيق محمد المخلافي على بيان الإصلاح استخدم فيه كل عبارات اللمز والايحاء السلبي وحشر في كل زاوية من تعليقه مفردة ( العودة) عودة الإصلاح الى القيم الوطنية كرر تلك المفردة كثيرا بما يوحي أن البيان قد أثار في مكنونات نفسه حنقا غير مبرر..
متى كان الإصلاح في تاريخه السياسي بعيدا عن القيم الوطنية ومتى كان سلوكه النضالي مبهما ومتى كان إرثه الفكري لايدعم فكرة اللقاء بين مختلف شركاء الوطن حول المشروع الوطني الجامع، متى كان الإصلاح كيانا أنانيا صغيرا يصارع في لحظات الغنم ليستأثر بها ويحتفي عن دفع الغرم والكلفة والضريبة..
في هذا الحال الذي وصل اليه وطننا من مس بهويته وقيمه التي كانت روحه التي يحيا بها وفي هذا الوقت الذي تمارس فيه الكيانات الطائفية والمناطقية كل أصناف الهدم لأسس المواطنة لم يرتض الإصلاح لنفسه إلا أن يكون مبادرا في الدفاع عن هوية وقيم بلد عظيم أسمه اليمن..
لم يكتف الإصلاح بالمقاومة السلبية بل وضع نفسه في خانة الانحياز لليمن الكبير ودفع لإجل ذلك كلفة كبيرة..
كان بيان الإصلاح خطابا جامعا مسؤولا ككل خطاباته معبرا عن الرفض الشعبي والوطني للتعدي على حق الإنسان وكرامته وحريته رافضا للاستعباد السلالي كان برنامجا وطنيا أجزم لو أنه صدر من غيره من القوى السياسية لوضعه الإصلاح من وثائقه الفكرية واعتبره مكسبا وطنيا..
للرفيق محمد المخلافي إن ( العودة) للروح الوطنية تقتضي التقييم للخطاب السياسي ولك أن تجري جردا صادقا للمواقف وحينها ستصل حتما الى من هو بحاجة ( للعودة) للصف الوطني والهوية الوطنية والإصلاح واضح كل الوضوح ولايمكن المزايدة على مواقفة الرافضة حد العداء مع مشاريع التجزئة فيما يراها غيره بابا خلفيا يمكن الولوج منه لتحقيق مكاسب صغيرة..
#يسلم_البابكري