--------------------
مشاهد القتل الوحشي التي أخذت تهز اليمن من أقصاه إلى أقصاه لا يجب أن ينظر إليها على أنها مجرد جرائم فردية تسبب فيها فعل ورد فعل ... هناك تحول خطير في السلوك المجتمعي نشأ عن جملة من العوامل التي يقف على رأسها البطش الذي تمارسه بعض القوى في المساحات التي تمتد إليها أياديها .. ألغوا القانون والأعراف وما توافق عليه الناس في هذه المساحات المقموعة من قيم ، وأخذوا ينشئون القيم التي تمجد البطش والوحشية قتلاً واختطافاً وإخفاء .
والحوثيون الذين تسببوا في هذا الوضع المأساوي يصرون على أن يكرسوا أنفسهم سدنة لهذه الوحشية التي تجتاح البلاد .
مصادرة الدولة بالانقلاب والحرب وإشاعة الدمار والخراب كانت سبباً في تفكيك القيم التي ظل يتمسك بها المجتمع اليمني ، ومعها أخذت قيم التوحش بغطاءات وهراوات سياسية تفتح الانفاق داخل أبنية المجتمع وتعبئها بالبارود ، وأسوأ من كل ذلك إعادة بناء الشخصية بالكراهية القادرة على ذبح وتقطيع أوصال انسان بتلك الوحشية التي حدثت مع الشاب الاغبري .
معاقبة مرتكبي هذه الجرائم مهم ، وكشف العوامل التي تقف وراء هذه الظاهرة ومخاطرها على المجتمع مهمة يجب أن يتحمل مسئوليتها كل الحريصين على بلدهم من السقوط في فخ التوحش .