محمد عبدالله القادري
عندما تكن صحفي وإعلامي تقف بصف الوطن ضد ميليشيات الحوثي وانقلابها ، فإنك لن تُحارَب من قبل ميليشيات الحوثي التي تقف ضدها فقط بل ستُحارَب من قبل الشرعية التي تقف معها أيضاً.
كتبت مناصراً للشرعية ضد الانقلاب اكثر من ألف واربعمائة مقال ، كنت اكتب في اليوم مقال وبعض أيام اكتب ثلاثة مقالات ، وأنا اعيش مشرد في مناطق سيطرة الحوثي ولم ينقذني أحد لمناطق الأمان رغم طلبي المتكرر لعدة قيادات .
وجدت ان نشاطي ذاك يزعج الكثير من لوبي الفساد داخل الشرعية وحوربت وهٌمشت وكأنهم لا يريدون ان ينشط احد ويعمل سوى الشلة المناطقية والحزب المعين .
تلقيت الاهانة وتعرضت للظلم .
كنت ارسل لهم بمقال أناصر فيه الرئيس هادي ، فيرسلون لي رابط اضغط عليه فينضرب نظام هاتفي .
لم احصل على كلمة شكر ، بل سب واهانة واحتقار .
مرضت والدتي وطالبت بمنحة لكي انقلها للعلاج في الخارج ولم يستجيبوا لي ، يدخل احدهم في الخاص ويوعدك ويقول لك جهز نفسك ، ثم بعد ذلك لا يرد فتتعب وأنت تتابعه ، حتى توفيت أمي ومن حينها أشعر بقهر داخلي يهز الجبال ، وعلى اثرها توقفت عن كتابة المقالات بسبب معاناتي من صدمة نفسية كبيرة .
في الشرعية ان لم تكن من الشلة المعينة او حزب الاصلاح فإنك ستضطهد وستتلقى محاربة من جميع الاتجاهات مادية ونفسية ، وستصبح لديهم مجرد صعلوك لا مجرد كاتب ومبدع ومناضل ، سيحاربونك نفسياً ، وان اعطوك يوماً فتاتاً سيعتبرونك مجرد أجير يهينوك كيف ما يريدون .
متناسين أننا إذا طالبنا بشيئ فإننا نطالب من خيرات وطن ، ومن حقي ان أحيا حياة كريمة ، من حقي ان يحيا أطفالي بعز ويعيش أهلي بكرامة.
ليس هناك أصعب من أن تكون إعلامي وصحفي ناصرت الشرعية ووقفت معها وضحيت بكل ما لديك وتعيش مشرد في مناطق سيطرة الحوثي ، وتعاني من سوء الظروف ثم تعاني من لوبي الشرعية الذي لا رضي ينقذك لاخراجك للمناطق الآمنة ولا قدم لك لقمة لتعيش بل حارب قوتك وقوت اطفالك.
اولئك الذين يعيشون برفاهية داخل الفنادق وتراهم يوزعون صكوك الوطنية على مزاجهم وينتقدون من لا يعمل حسب توقيتهم متجاهلين ظروف الناس المشردين في مناطق سيطرة الحوثي الذين استغاثوا بهم عدة مرات ولم يأخذوا بأيديهم .
والجريمة الكبرى انك لا تجد انصاف من مكتب الرجل الأول ، ففخامة الرئيس محاط بشلتين الأولى حزبية والثانية مناطقية ، هاتين الشلتين هما أسوأ من بني إسرائيل ، ممكن بني إسرائيل عاد فيهم شوي انسانية اما هؤلاء فلا .