عادل الشجاع
يتطلعون إلى هذا الجرذ المعلق في الجدار بعيون مشدوهة وكأنهم في محراب العبادة ، والمشكلة ليست عند هذا التافه ، لكنها تقع على من رفعوه ، ثم يلعنون التفاهة رغم أنهم من صنعوها ، هؤلاء هم الذين صنعوا العجل بأيديهم وهللوا لخواره .
نحن أمام مظهر من مظاهر الأزمة التي تظهر في هذه الأسماء اللامعة بسقوطها ، لقد صنعت عجلها المعبود من خوفها وتشبثها بالذل والمهانة ثم أقنعت نفسها أنه إلهها وإله اليمنيين ، فلما سمع التافهون خواره خروا له ساجدين من دون الله ، ولم تجد وصايا الزعيم لهم نفعا .
من قبل حاول هارون أن يلفت قومه إلى تفاهة وحقارة ما يفعلون ، قال لهم : يا قوم إنما فتنتم به ، لم يسمعوا له ، بل ألقوا السمع إلى السامري الأفاق ، وآمنوا بما يقول ومكثوا على إخلاصهم للعجل حتى عاد إليهم موسى وأشعل النار في العجل المعبود وحكم على السامري بالنفي .
ومنذ ذلك التاريخ والناس لا تتوقف عن البحث عن جسد له خوار لتستمتع بالتعبد له والطواف حوله والتمايل على أنغام خواره ، كما هو مبين في هذه الصورة .