صنعوا العجل بأيديهم ثم عبدوه

2020/12/23 الساعة 03:30 مساءً

 

عادل الشجاع 

يتطلعون إلى هذا الجرذ المعلق في الجدار بعيون مشدوهة وكأنهم في محراب العبادة ، والمشكلة ليست عند هذا التافه ، لكنها تقع على من رفعوه ، ثم يلعنون التفاهة رغم أنهم من صنعوها ، هؤلاء هم الذين صنعوا العجل بأيديهم وهللوا لخواره .

نحن أمام مظهر من مظاهر الأزمة التي تظهر في هذه الأسماء اللامعة بسقوطها ، لقد صنعت عجلها المعبود من خوفها وتشبثها بالذل والمهانة ثم أقنعت نفسها أنه إلهها وإله اليمنيين ، فلما سمع التافهون خواره خروا له ساجدين من دون الله ، ولم تجد وصايا الزعيم لهم نفعا .

من قبل حاول هارون أن يلفت قومه إلى تفاهة وحقارة ما يفعلون ، قال لهم : يا قوم إنما فتنتم به ، لم يسمعوا له ، بل ألقوا السمع إلى السامري الأفاق ، وآمنوا بما يقول ومكثوا على إخلاصهم للعجل حتى عاد إليهم موسى وأشعل النار في العجل المعبود وحكم على السامري بالنفي .

ومنذ ذلك التاريخ والناس لا تتوقف عن البحث عن جسد له خوار لتستمتع بالتعبد له والطواف حوله والتمايل على أنغام خواره ، كما هو مبين في هذه الصورة .