*منصور بلعيدي*
سبع سنوات عجاف ونحن نتجرع ويلات الحرب.. ليس بالمواجهة مع العدو الحقيقي الحوثي المنفذ لاجندة خارجية عدوة للمسلمين فحسب ولكن بالصراعات البينية التي نشأت بسبب التحريش بين ابناء الوطن الواحد من قبل شياطين الانس الذي دخلوا عقر دارنا واشعلوها ناراً بدعم طرف ضد طرف ليقتتلا نيابةً عنهم وهم يستثمرون الارض وينهبون خيراتها
ويدمرونها تدميراً.
لا انهم حققوا مطالب الشرعية بعودتها الى صنعاء واستعادة الدولة المخطوفة ولا حققوا مطالب الجنوبيين باستعادة دولتهم..
ولكن جعلوا الفريقين مجرد لعبة على رقعة الشطرنج.. وكأنها نجحت اذناب الماسونية واليهود في تشتيتنا واقتتالنا بالنيابة عنهم .!!
هذه الحرب اللعينة التي ابتلينا بها هي ام الكوارث علي اليمن ولم يشهد التاريخ الحديث مثيلاً لها ..
فانعكاساتها السلبية كارثية ومدمرة للوطن الارض والانسان على السواء.
دمرت مقدرات الوطن وبنيته التحتية من مؤسسات مختلفة وصروح شيدت بعرق جبين اليمانيين.. ونهبت الثروت وعطلت المصالح العامة من مواني ومطارات ومنشيئات حيوية...
نشرت ثقافة الكراهية وصراع الاضداد في المجتمع وضربت النسيج الاجتماعي في مقتل فصار الاخ يقتل اخيه ولايبالي.
نشرت الامراض الاجتماعية الفتاكة في المجتمع كالثأرات وانتشار الجماعات المتطرفة وفشو ثقافة الرشوة وبيع الضمير.
أيقضت الفتنة وهي نائمة بين ابناء الوطن بل بين ابناء محافظة واخرى..
اخرجت لنا حشرات من جحورها تنفث سماً ناقعاً وتنشر الفتنة بين الناس وهم المطبلون والمزمرون ونافخي الكير وحاملي المباخر مقابل المال المدنس..
ثم عمت الفتنة وطم البلاء فاصبح شغلنا الشاغل يتمحور حول تخوين وتكفير وشيطنة بعضنا البعض وهكذا....!!!
وبعد كل هذا الوقت الطويل من بيع الوهم لليمانيين (جنوباً وشمالاً) وبعد ان تكشفت الاوراق ولم تعد تحت الطاولة وبعد ان اتضحت نوايا المنقذين الذين تحولوا الى متسلطين..
بعد كل هدا القبح مازلنا لم نتعظ ولم نترك العناد والمكابرة التي دمرت حياتنا جميعاً .
ويكذب على نفسه من ظن انه استفاد منهم شي.
أقول بعد كل هذا الدمار والخراب الذي عم الوطن واهله.. هل آن لنا ان نستفيق من غفلتنا ونصحوا من سباتنا ونعرف عدونا الحقيقي ونتسامئ فوق الجراح ونعمل على تضميدها بالتسامح والتصالح الحقيقي الصادق والعودة الئ جادة الصواب وتلافي مايمكن تلافيه من الوطن قبل ان نصل الى الهاوية.؟!
*مازال في مقدورنا الفعل .. فقط ان خضعنا لتحكيم العقل وابعاد العواطف وتوحيد الصف وجمع الكلمة وترك الارتهان.
وتلك اسباب كافية لخروجنا من هذه الدوامة المظلمة الذي ساقونا اليها على حين غرة..*
*فمتى نصحو من هذا الوهم ؟!*