يد واحدة لاتصفق ولاتحقق أهدافها

2021/07/10 الساعة 09:35 مساءً

 

 

حاتـم عثمان الشَّعبي 

 

عند سفرنا للخارج ونشاهد البنية التحتية التي تهتم بتشييدها الدول فإنك تصاببالذهول خاصة إذا كررت زيارتك للدولة نفسها سواء بنفس العام أو بالعام الذي يليهبسبب التقدم والتطور الذي حدث في تحسينها ومعالجة كافة المشاكل التي ظهرت أولاًبأول لتوفر أفضل الخدمات لمواطنيها وزوارها وبما أننا نتمتع بكل ما بهذه الدولة منخدمات ووسائل نحتاجها ونستخدمها حيثما نكون وبأي وقت مثل الكهرباء والمياةوالغاز والإنترنت والصرف الصحي والطرقات ووسائل المواصلات من ميكروباصاتوسيارات أجرة ونقل عام وقطارات والمترو وهناك دول لايوجد بها القطارات والمترو  أوإحداها لكن أن لايكون لديها كافة هذه الخدمات والوسائل التي يحتاجها فهنا نضععلامات إستفهام وتعجب؟؟؟……

 

وبما أننا عندما نسافر لأي دولة يعجبنا أن نتفاخر بأصولنا وهويتنا وتاريخنا ومنا منيتفاخر بمنصبه أو منصب والده أو عمه ومنهم  يتفاخر حتى بمنصب جده وهذا كلهليس عيب ولا هو نقص ولكن الذي يَحُز بالنفس هو أنه لايوجد أحد منّا يتفاخر بالخدماتوالوسائل الأساسية للعيش ببلدنا لأنها غير متوفرة وإن توفرت فنسبة عملها وإحساسالمواطن بها لايتجاوز ‎%‎25 رغم الخطط التي ترسم والموازنات التي تُرصد والإجتماعاتالتي تعقد والميزانيات التي تصرف واللجان التي تشكل وبعد ذلك كله النتيجة لاتَسُر وكلٍيرمي على الآخر سبب الفشل وعدم النجاح فأين هو الخلل…

 

ونحن من يشهد لهم العالم بالذكاء والحرص على سمعتهم ولهم أخلاق حميدة ولديهمالأمانة والجد بالعمل والإحساس بالمسئولية والمصداقية بالقول وهذا جزء من عدة صفاتيشهد العالم كله بها لأبناء وطني ولم تأتي هذه الشهادة من فراغ بل أتت من واقع تمتمعايشته معهم لسنين طويلة تجاوزت الأربعون عام لكثير من أهلنا وآبائنا وإخواننابفترة إغترابهم بدول العالم والتي تركز معظمها بدول الخليج العربي ومنهم ببريطانياوأمريكا وبقية أوروبا 

 

وكانوا بفترة إغترابهم وفي مواقع أعمالهم من وظيفة العامل حتى مدير لشركة كبرى أولجهة حكومية بحسب أنظمة دول الإغتراب وبين هاتين الوظيفتين تجد عدة وظائفيعملون بها إضافة لوظيفة العامل والمدير هُم من كان لهم الدور الكبير في تنمية وتشييدوتطوير هذه الدول وهذا بشهادة قيادات الدول وشعوبها لدرجة أن المغترب بطاقاتهوقدراته وكما ذكرنا بعاليه صفاته الحسنه نسى أن له وطن ينتظره ولابد من يؤسس بهليس مسكن بسيط أو عمارة أو محل صغير بل نسى أن يقيم على تراب وطنه مشاريعكبرى وعملاقة مثل المصانع  التي عمل أو لازال يعمل بها وتحتاجها بلده ويستهلكهاشعبه سواء المواد الغذائية أو الإستهلاكية أو الكماليات الأدوية والمعدات الطبية وغيرهامن الإحتياجات التي لا يستغني عنها الإنسان بأي بلد كان فما بالك بوطننا الحبيبالذي لايوجد فيه شيء يذكر لمثل هذه المشاريع الصناعية وكل إحتياجاته يتم إستيرادها  

 

هل هي مشكلة دولة أم مشكلة المغترب نفسه حيث وجد نفسه في راحة ونعيم واستقرارومنهم من تحصل على جنسية الدولة التي يعيش بها ومنهم لم يتحصل على أي جنسيةلأن نظام هذه الدول لايسمح له بالتجنس لكنه يعيش براحة وأمان ولديه المال من عملهوالذي يتوسع به يوماً بعد يوم وكإنه إبن البلد ناسياً ومتناسياً أن الدول لديها أنظمةوقوانين تم وضعها من البشر وهم أبناء البلد الذين يرون مصلحة أبناء بلدهم قبل كلشيء خاصة وأن وضع بلدهم إختلف عما كان عليه قبل أربعون عام عندما كنت تبحث عنمكان يقيك أشعة الشمس أما اليوم فتبحث عنها لفوائدها الصحية سبحان مغير الأحوالوأساس هذا التغير هم أبناء وطننا الذين إغتربوا شباباً لم تصل أعمارهم الثامنة عشرعام واليوم تجاوزوا العقد الخامس والعقد السادس ومنهم السابع أيضاً

 

لا نرمي اللوم على المواطن البسيط الذي خرج من وطنه يبحث عن قمة عيش لأسرتهبقريتهم التي يسكنون بها وبسبب الصفات التي ذكرناها بالمقدمة إستطاع أن يصبحالمواطن العاقل والراقي والذي يعرف كيف يحسب الظروف ويبني أفكاره لأنه إكتسب خبرةسنين الإغتراب وشاهد كيف كانت الدول التي دخلها وهو بريعان شبابه وكيف أصبحتاليوم وهو يداعب أحفاده وله بكل مكان بهذه الدولة حكاية نجاح 

 

لذا أرى بأن لا نرمي أفكارنا وطموحاتنا وحبنا لوطننا خلف الظروف التي يعيشها وطننابل وطالما هناك وزارة مغتربين ومجلس أعلى للجاليات اليمنية بالخارج فلماذا لا نضعالنبته الأولى لمشروع يعود بالنفع لكافة أبناء الوطن ويكون هذا المشروع كبداية وفاتحةخير لتنمية الوطن بأموال أبنائة وأيدي شبابه حيث يتم إختيا شخصين من وزارةالمغتربين وخمسة أشخاص من إتحاد الجاليات ليكون الإجمالي سبعة بحيث يكونوا منأكثر المحافظات تعداداً وأكبرها مساحتاً وهؤلاء الأشخاص لا يقل عمر الواحد منهم عنستون عاماً ولديهم العقلية الإقتصادية البحتة ليخرجوا بدراسة لمشروع متكامل في كافةتفاصيله ليعود على المساهمين بالربح ولكنه يوفر إحتياجات المواطن بأقل الأسعاروأفضل جودة ويوفر فرص عمل لأبناء الوطن 

 

لن نرتقي إلا بتكاتفنا ووضع أيدينا بأيدي بعض لنحقق أهدافنا التي تحققت بدولالإغتراب وحرم منها وطننا بسبب أن يد واحدة لا تصفق ولا تحقق هدفها فنجاح أولمشروع سيترتب عليه وجود مشاريع جانبيه لخدمته لأن سلسلة النجاح مترابطةويصعب تجزئتها.