*منصور بلعيدي*
في كل بلاد الدنيا التي تتعرض للانقلابات يكون العسكر هم من يقودون تلك الانقلابات .
وحتئ ماقبل الدولة كان الامراء العرب في الاندلس مثلاً يطيحون بخصومهم بقياداتهم العسكرية..
ولم يشهد التاريخ ان ينقلب الرئيس او الملك على القصر الرئاسي او الملكي.. لكن القومجيين العرب مبدعون في غرائب الامور..
فهذا الرئيس التونسي العجوز قيس سعيد
جاء بما لم يأت به الاوائل حين نفذ انقلاباً على الدولة التي يرأسها وهو الرجل الاول فيها. ولأول مرة في التاريخ الانساني كله ينفذ رئيس بلد انقلاباً في البلد التي يرأسها...
حاجة ولا في الخيال... لكن القومجيين العرب دائماً يتحفون العالم بغبائهم النادر ليثبتوا للملأ انهم مجرد ادوات على رقعة الشطرنج في شكل دمئ بشرية اشبه بالسوائم.
يا راجل.. انت على راس السلطة وتستطيع بالقانون تغيير من تشاء ومحاسبة من تشاء فانت رئيس عربي وطبيعة الرؤساء العرب بارعون في خلق المبررات للاطاحة بخصومهم او على الاقل أقصائهم لكن ان تنفذ انقلاباً على الدولة التي ترأسها فهذا فعلاً مالم يأت به الاوائل.!!
كلنا يحفظ البيتين الشعريين للمتشائم ابي العلاء المعري..
*واني وان كنت الأخير زمانه*
*لآت بما لم تستطع الاوائل.*
ونعلق عليهما بانهما مجرد، شطحات شاعر عربي متشائم لاتعبر عن الواقع بشئ.
ولم يدر بخلدنا ان ياتي يوم بعد كل هذه السنين ليتحفنا احد ازلام النظام العربي بتطبيق هذا الفهم عملياً بعد مئات السنين من قول المعري..لكنه حصل.!!
فقد جاء الرئيس التونسي العجوز بما لم تأت به الاوائل حين نفذ انقلاباً علئ الدوله التي يرأسها.
ولو قدر للمعري ان يصحي من قبره لانتشى مزهواً وتبجح بصدق مقولته بعد تكذيب العرب لها طوال كل تلك السنين.
صحيح ان التأثير الثلاثي *المحلي والاقليمي والدولي* هو دافع الانقلاب عبر ترابط هذا الثالوث البراجماتي يغذيه الصراع الاقليمي واعادة خارطة الوطن بما يضمن امن اسرائيل دولياً.
مع عدم اغفال الصراع البريطاني الاميركي الخفي واعادة توزيع مناطق النفوذ بينهم.
لكن كل هذا لايبرر ما اقدم عليه قيس سعيد لانها سابقة تاريخية في عرف الانقلابات العربية...وما أكثرها.
فهل قيس سعيد فاعل سياسي ام اداة سياسية وماهي الاجندة ولماذا اختار هذا التوقيت.؟!
اسئلة بحاجة الى وقفة ثانية لتتجلى الحقائق للراي العام بلارتوش.
