كل من زار عدن بكافة فترات من حكمها تجده يعشقها ويزداد إشتياقه لها وكلما بعد عنها تجده يحاول أن يزورها مجدداً حتى ليوم واحد فهي المدينة التي تجذبك لها بسر لايعلمه أحد سوى من يشتاق لها.
فأهلها بسجيتهم وبساطتهم وحبهم لأرضها وبحرها وجوها لم يتركوها حتى وهي بأسوأ ظروفها التي لايستطيع الإنسان العيش بها فرغم ما تعيشه بعدم توفر أساسيات الحياة من ماء وكهرباء وارتفاع أسعار البترول والإرتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية وبطء شبكة الإنترنت التي أصبحت توازي بأهميتها الماء والكهرباء لكنهم صامدون مع عدم توفر الرواتب وإن صرفت لهم فهي لكل أربعة أشهر يصرف راتب شهر وكذلك إنهيار سعر العملة أدى إلى أن تقل الرواتب عند مقارنتها بالدولار عندما تم إعتمادها قبل عقود من الزمن وكيف إنهارت اليوم بسبب عدم وجود عقول إقتصادية تعالج الخلل وقيادات بالحكومة لاتعرف سوى تعلقها بالمنصب لأن راتبها بالدولار وليس بالعملة المحلية.
عندما نجلس ونفكر بمدينة عدن وبالوطن بشكل عام نضحك حتى تأتينا حالة من البكاء في النهاية ولأول مرة بالتاريخ تجد الشعب يستلم راتبه بالعملة المحلية والذي أعتمد له منذو عقود وحكومته تستلم راتبها بالدولار وبآلية جديدة "عمل مُحسِّنات إضافية" فتجد إجمالي رواتب الحكومة يساوي رواتب الشعب فهل هذا الأمر يدخل العقل "عجبي".
فمدينة عدن الجميلة وملكة المدن نجدها مستهدفة بشكل مباشر بكل مناحي الحياة فكل الأحداث التي نراها اليوم تؤكد بأن ملكة المدن تستهدف والهدف هو إزعاج أهلها وإجبارهم على كرهها وتركها فارتفاع أسعار المشتقات البترولية ليس له سبب وكذلك طريقة تسعيرته خيالية وهو يعتبر المرتكز الرئيسي لباقي إحتياجات الحياة ولكن أهلها يربطون على بطونهم ويتجرعون الألم ليبقوا بأرضهم حتى لو ماتوا من الجوع ولا يفارقوها فهذه عدن حبها يسري بعروقهم ومن أجلها سيتحملون الأوجاع ولن تأتي أوجاع وآلام أشد وأقوى مما هي عليه اليوم "إستهداف ممنهج" والمواطن لا يحصل على أي شيء "بالمجان" سوى الأمراض والأوبئة التي تصيبهم بسبب إهمال المسئولين من معالجة الأسباب التي تؤدي إلى إصابتهم بها وسحب الموازنات لحساباتهم بطريقة وأخرى المهم أنه تم التوثيق بالصور لهذا الحدث وتلك الفعالية دون العمل بها وفق ما تم الإعلان عليه.
نسأل المولى عز وجل أن يحفظ عدن وأهلها من كل مكروه ويبعد عنها كل مسئول يرفع من أرصدته على حساب سكانها المظاليم ويستمتع بحياته على أوجاع أبناء الوطن ونسأله تعالى أن يرينا قوته وقدرته بهم ليكونوا عبرة للأجيال القادمة "البقاء للأفضل" فهذا هو حُلمنا.