جميعنا يعشق ويحب مصر ولقد ذكرت بالقرآن الكريم خمس مرات بشكل مباشر وثمانية وعشرون مرة ذكرت بمواضع مختلفة فهي أرض الكنانة التي يزيد عمرها عن آلاف السنين وفتحت في عهد الخليفة عمر بن الخطاب "رضي الله عنه" وفتحها الصحابي الجليل عمرو بن العاص "رضي الله عنه" في السنة العشرين للهجرة وقد سبق هذا الفتح بشارة من رسول الله ﷺ بفتحها وثناء على أهلها ويوجد حديثان شريفان ذكر رسول الله ﷺ فيهما مصر وهما:
1) عن أبي ذر الغفاري أن رسول الله ﷺ قال: إِنَّكم ستفتحونَ مصر وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ فإذا فتحتُموها فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا فإِنَّ لهم ذمَّةً ورَحِماً صححه الألباني.
2) عن أم سلمة أم المؤمنين أن الرسول ﷺ قال: اللهَ اللهَ في قِبْطِ مصرَ فإنكم ستظهرون عليهم ويكونون لكم عُدَّةً وأعوانًا في سبيلِ الله صححه الألباني.
أما الأحاديث الأخرى التي تروى عن مصر فهي ضعيفة كما ورد.
ومن هنا تجد لمصر مكانة خاصة بقلوب العرب والمسلمين فهي كما عرفناها على مر العصور نصراً وعوناً في سبيل الله لكل الدول فكم أنجبت ولا زالت تنجب من العلماء والقادة "ما شاء الله" وهي أرض العلم والعلماء ولايوجد مواطن عربي أو مسلم إلا وعلَّمَه أو عالجه أحد أبناء مصر فهي كنز بشري له مكانته العلمية والثقافية والطبية والإجتماعية بكافة مناحي الحياة فعندما تعود لقادة العالم ومن قاموا بثورات التحرر ستجد أن منبعها مصر فهي دولة لاتقبل الركوع ولا الخضوع مهما كلفها ذلك وتجدها مع السلم وحب البناء والتنمية ومعالجة المشاكل بالعقل والمنطق ومن رحمها يخرج القادة والزعماء الذين يقودون العالم العربي والإسلامي ويؤثرون على سياسة العالم.
وعندما نشاهد المشهد المصري وكيف قلبت الطاولة على عصابة مايسمون أنفسهم ثوار الربيع العربي وحققت النجاح الكبير الذي أبهر به العالم لتكون مصر هي الملجأ والحضن الدافئ لأبناء كل الدول التي عصفت بها الثورات المزيفة من ليبيا وسوريا والسودان واليمن وقلوب أهلها قبل أبواب مدنها مفتوحة لكل من يلجأ لها وتعتبرهم أبنائها.
و30يونيو2013 هو يوم تصحيح المسار الذي إنتهجه الرئيس عبدالفتاح السيسي حفظه الله لما يسمى الربيع العربي الذي أغرق دولاً بسيول من الدماء والآلام والتي لم تجف أو تلتئم جراحها حتى اللحظة ولكن في مصر وبحنكة زعيمها وقائدها إستطاع أن يجعل مصر قبلة العالم في البناء والتنمية وفي قطاع الصحة تم تنفيذ المئات من المشاريع وإطلاق العديد من المبادرات الرئاسية وعلى رأسها مبادرة 100 مليون صحة والعديد من المبادرات التي إهتمت بصحة المواطن وطلاب المدارس وكذلك العديد من المشاريع المختلفة وأهمها قناة السويس الجديدة والمنطقة الإقتصادية لقناة السويس ومشروعات الأنفاق والطرقات التي ربطت شرق مصر بغربها وجنوبها بشمالها وأصبح التنقل بأسرع وقت وأقل تكلفة مما أدى إلى فتح العديد من المشاريع التي وفرت فرص عمل للشباب المصري وكذلك مشاريع المساكن لذوي الدخل المحدود لتكون مصر بلا عشوائيات وتوفر حياة كريمة للمواطنين وإنشاء المدن الجديدة وإنشاء مطارات حديثة تواكب التطور بصناعة الطيران وتسهل للعالم بالوصول لأي مدينة مصرية وبناء مدن صناعية جديدة متنوعة الصناعات والإهتمام بالأمن المائي بتعمير العديد من السدود وحرص فخامة الرئيس على نهضة التعليم وبناء المدارس بكل قرية ومنطقة بها أسرة مصرية وحرصه على تنمية برامج التضامن الاجتماعي وحمايتها من خلال توسيع مضلته والإهتمام بقطاع الكهرباء الذي أصبحت بموجبه مصر أول دولة تولد الطاقة الكهربائية عبر منظومة طاقة شمسية عملاقة.
والعديد العديد من المشاريع والبرامج التي نقلت مصر خلالها لمصاف الدول المتقدمة بفترة لم تتجاوز تسع سنوات كان هذا من خلال صحة إختيار الشعب لقائده وتحرره من العبودية المرتبطة بقوى خارجيه وهذا كان لن يكون لولا وعي الشعب المصري واختياره الصحيح لقائده وباني حضارته الجديدة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي أعاد اللحمة العربية والقوة للدول الإسلامية بسبب حكمته وحنكته السياسية ومعرفته بأن المملكة العربية السعودية بقيادة الملك سلمان خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان هي الموجه الصحيح والسليم لتحقيق الإستقرار والتنمية والتطور ليس لمصر بل للعالمين العربي والإسلامي وطالما أرض الحرمين تمد يدها لأشقائها فذلك يؤكد بأنها مملكة الخير والسلام فوضع يده بيد الملك سلمان حفظه الله وبيد سيف العرب ولي العهد محمد بن سلمان اللذين أوجدوا الفرق الواضح في علاقة العالم مع منطقة الشرق الأوسط وعلى رأسهم أمريكا التي تفاجئت بتقارب مصر والسعودية وتوحد كلمتهما التي أمنت المنطقة العديد من الكوارث وطوت صفحات من الأوجاع والآلام التي تألم منها مواطني المنطقة فدوماً القادة هم من يقودوا شعوبهم نحو القمم وترفع لهم الهمم وتمنحهم العديد من النعم ولايوجد أفضل من نعمة الأمن والأمان والتي لن تتحقق إلا بوجود قيادات تُحبُّ شعوبها وتعمل لأجلهم فشكراً لله تعالى على نعمه بقيادة زعمائنا وشكراً ليوم 30يونيو بأن أعلن لنا عن ولادة مصر جديدة.