جاءَ قرارُ محافظِ شبوةَ عوضِ بنِ محمد العولقي بتوقيف قائدِ القوات الخاصةِ العميد (لعكب) ، وقائد قوات دفاع شبوةَ ( باعوم ) ليضعَ في ظاهره حدا لمناوشاتِ أفرادِ القوتين مؤخرا ، والتي قُتِلَ على أثرها اثنان من القوات الخاصة ، وجُرِحَ اثنان من دفاع شبوة .
وتم تشكيلُ لجنةِ تقصي وبحثٍ في اسباب وعوامل تلك المصادماتِ التي سببت قلقا للمواطنين عامةً ، والتي على أثَرِ تحقيقها سيتم اتخاذُ الإجراء المناسبِ بشأنهما .
ولكنَّ باطنَ هذا القرارِ يحمل بعدا آخرَ ، فإنَّ واقعَ حالِ البند السابع يؤكدُ أنَّ السيدَ المحافظَ كغيره من مسؤولي بلدنا مجردُ مراسلِ واجبٍ لمتطلبات دولة أخرى ، وحلقةُ ربطٍ لأهدافِ مخططاتها في بلدنا .. والذي ربما يشكلُ لعكبُ وقواتُه وانتمائه عقبةً في طريقِ تحقيقِ أطماعها ، وتمامِ سيطرتها على المحافظاتِ الجنوبيةِ ، وعلى كافةِ مقدراتِ شبوةَ البشريةِ والسياسيةِ والجغرافيةِ .
ومن هنا سار مخططُها بوجوب التصادم بين قوات تابعة لقيادتها القابعةِ في ( بالحاف ) ، ضد القوات الخاصةِ ليظهرها كمصدر خطرٍ على حياة الناس وأمنِ المحافظة ، وكقوةٍ خارجة عن نطاق السلطةِ المحليةِ ، وبهذا يتحقق هدفُها المنشود والمتمثل في أحد أمرين : 1 - حَلِ هذه القوةِ وضمِ أفرادِها لقوة أخرى. 2- تحييدها تماما وإبطالِ فاعليتها . وما لم يحدث ذلك فإنَّ الأمرَ القادمَ سيكونُ الزجَ بقوات العمالقةِ رديفا لقوات دفاع شبوة ضد القواتِ الخاصة واللواء 21 ميكا .. وهما القوتان اللتان هزمتا قواتِ النخبة ( دفاع شبوة حاليا ) وأخرجتها سابقا من عاصمة المحافظة ( عتق ) . وأكثرُ ما يخشاه المواطنون ويتوجسون منه شرا مستطيرا في شبوةَ .. أن يكونَ سيناريو أحداثِ شبوة نسخةً مطورةً ومعدلةً من مجريات مواسمِ أحداثِ محافظة عدنَ .
وأن تصبحَ شبوةُ نسخةً أخرى من عدن ، وما تشهده من قهرٍ وتدميرٍ وقتلٍ وتفجيرٍ واغتيالاتٍ ممنهجةٍ ، وتهيئةِ المجال لمزيدٍ من التناحرِ القبلي ، والتنازعِ الاجتماعي عبر المزيد من البسط والنهب والبلطجة .. حيث أنَّ القائدَ الآمرَ الفعلي في (بريقة) عدنَ هو إمتدادٌ للقائدِ في (بالحاف) شبوةَ .. وأدواتِ التنفيذِ هي نسخةٌ طبقُ الأصلِ من معاول الهدمِ والنحرِ هناك . نسألُ اللهَ أن يكونَ ذلك التوجسُ أضغاثَ أحلامٍ ، وأن يكونَ المحافظ السلطانُ محققا لآمال البشر ، لا أن يكون بهلولا لشيخ أو أمير آخر .