*بقلم/احمد ناصر حميدان
مخطئ من يعتقد ان الجبايات التي تفرضها السلطة المحلية لعدن هي مجرد أخطاء , والحقيقة انها سياسة لمنظومة وجدت لمعاقبة عدن , وتطفيش رأس المال الغير مرغوب فيها , هي سياسة قذرة , لتحويل عدن بيئة غير صالحة للاستثمار , وبالتالي غير صالحه للحياه و المواطنة , منظومة طارئة , اختارت الأسوأ وتضعه على كرسي من اجل خدمة الناس , وفاقد الشيء لا يعطيه .
وكيف سيعطي , من وجد نفسه في ليلة وضحاها على كرسي سلطة محلية , لا يعرف فيها غير كيف يزيد من مستوى الدخل , لكي تتحسن احواله , واحوال بطانته , على حساب أحوال الناس والمدينة عدن .
لم يتدرج في المسؤوليات , ولم يُختار بمعايير الوظيفة نفسها , معايير توفير البيئة الصالحة للحياة , من خلال تسهيل الاستثمار , وتوفير البيئة المستقرة والعادلة للنشاط التجاري , الذي يعود بالنفع لحياة الناس , وتوفير السلع الضرورية بأرخص الأثمان , لتوفير لقمة عيش هنيئة , وكرامة وحرية وعدالة , ونظام وقانون يضبط المسؤول قبل المواطن .
ظاهرة خطيرة جدا , ومؤشر سيئ لمنظومة تريد ان تحكم شعب , بثقافة من أين تؤكل الكتف , وهي ثقافة الفساد الذي لا يستحي ولا يخجل ولا يهتم .
عندما يوصف البعض سلطة الجبايات , بالسلطة عصابات , فهو توصيف لا غبار عليه , لأنها سلطة لا قانون يحكمها , ولا قيم وأخلاقيات تردعها , وهي سلطة النهب والجشع , الذي يسيل لعابها للمال , ولو على حساب مصالح الناس وحياتهم المعيشية , بل كرامة التاجر والمواطن , مطلوب منه ان ينصاع لهذا الطيش .
عندما نقول منظومة , نتذكر كل فساد النفوذ العسكري والقبلي والمناطقي , الذي يعبث بعدن تحت شعار الحرية والاستقلال , ويتشدق بدولة النظام والقانون , ولا يدرك ان حرية الناس في تطبيق النظام والقانون , وكرامتهم في ان يحصلوا على لقمة هنية غير مغمسه بالذل والمهانة , ومشاهد البسط والسطو والانتهاكات واضحة في وضح النهار , ونقاط الجبايات العسكرية وهي تبتز التاجر والمسافر بأموال هائلة , ويكتمل المشهد بأطقم تجول وتصول شوارع عدن تفرض على المحلات مئات الالاف , بعذر اقبح من الذنب , رصف الشارع , لون الباب , عدد النوافذ , حجم اللوحة , شكل التاجر وسقط رأسه ومنطقته , والحسابة مبرمجة مناطقا , واي حفريات كهرباء مياه ومجاري , يتحملها صاحب المحل , وكل ما يفرض على المحلات يضاف لقيمة السلعة , ويتحملها المواطن , ويحتمل الذل والمهانة معيشيا , من سلطة يفترض أنها وجدت لخدمته , وهي تصنع له الأزمات السياسية و الاقتصادية والمعيشية .
أوجه الفساد كثيرة و متشعبة , وجور ثقلها على المواطن والوطن , حتى جيش الجنوب اليمن الديمقراطي , تعرض للبسط على النسبة التي كانت حل مؤقت لرواتبه , المضافة لكل لتر من المشتقات النفطية , تذهب لجيوب حاميها حراميها .
القضية ليست مدير مديرية , ولا افراد , هؤلاء هم أدوات تنفيذ في منظومة وجدت لتمارس الفساد وتعبث لتعاقب الناس , وتكسب الحرام لكي تتحسن أحوالهم , من اجل ان يجوع غيرهم , او يموت جوعا او قهرا وكمدا ,قهر ما يحدث في وضح النهار , وبكل بجاحه واحتقار , لشعب مسكين ومجتمع صابر , يبحث عن بصيص أمل يستعيد بريق مدينته التي كان يطلق عليها مدينة لا يجوع فيها أحد , ولا يظلم فيها احد , واليوم صار الجوع واقع والظلم بأن , ان فقد صبره فهو بركان عدن الذي قيل ان بثورأنه ستقوم القيامة , وإن قامت القيام ستقول على رؤوس الفاسدين , والمتدثرين بالحق وهم يمارسون الباطل , وان غدا لناظره لقريب .