منذ أن أُبتُلي اليمنيون بالانقلاب الحوثي المليشاوية ومحاولتهم وأد الجمهورية توجه حقدهم الأسود نحو كل الروافع التي تمسكت بخيار الجمهورية ورفضت الانجرار او مهادنة المشروع الانقلابي الذي يطمح بإعادة التاريخ للوراء ، وتجديد عهد بعيض دفنه اليمنيون للأبد حين أعلنوا سقوط نظام الأئمة وقيام الجمهورية في مطلع الستينات من القرن الماضي.
وفي طريق انتقام الانقلابيين من كل الذين ظلوا على ولائهم للجمهورية كانتا تعز ومارب هما وجهتهم الأولى ، لكن كل محاولات اكتساح المحافظتين فشلت ، وعلى مدى سنوات الحرب الانقلابية عجزوا عن تحقيق أي تقدم عسكري، وبالمقابل ظلت جرائمهم بحق المدنيين في المحافظتين حاضرة وبقوة قنصاً وقصفاً وزراعةً للألغام والعبوات الناسفة وحصاراً واختطافاً وإخفاءً للمدنين، وتفنن الانقلابيون بإيقاع أكبر قدر من الأذى بحق سكان المحافظتين ، وبطرق ووسائل اكثر عدوانية ووحشية .
لم يصمت العالم كصمته عن مظلمة تعز ومارب ، وبين مطرقة الإجرام الحوثي وسندان الصمت الدولي لازالت دماء المدنيين مراقة ، وجراحهم نازفة، وحياتهم صعبة ، ليس لذنبٍ ارتكبوه إلا أنهم فضلوا الدولة على العصابة ، والشرعية على الانقلاب ، والمدنية المتساوية على الفوضى والعنصرية ، وكل هذا الاذى والظلم يتلقوه وسط صمتٍ مريب ، وعجز عن إحداث اي تغيير من قبل كل من يعوّل عليهم ذلك إبتداءً من الامم المتحدة باجهزتها ومؤسساتها ، ومروراً بالمنظمات المهتمة بالإنسانية ، ووصولاً إلى كل المهتمين بالشأن الانساني أفراداً وكيانات.
بالمقابل سيخلّد التاريخ وقوف تعز ومارب في صف الجمهورية والدفاع عنها ، وحشد كل الغيورين من أبناء الوطن لمؤازرة الصف الجمهوري ، كما سيخلّد ماحل بتعز ومارب كمأساة إنسانية سكت عنها المتشدقون بحقوق الانسان ، وأهملها المتمنطقون برعاية السلام العالمي، واستغلت هذا الاهمال - أو بالاحرى التغاضي - جماعة مليشاوية درجت على القتل والنهب وإلحاق أكبر قدر من الأذى بمن يقف في وجه تطلعاتها المشؤومة بالقضاء على الجمهورية والاستئثار بإمكانات وقدرات شعب وبلد ، وتحويل الأرض والانسان الى ملكية خاصة بها على نهج دولة الائمة في زمن قد تخلص العالم بأكمله من إدعاءات تفضيل الدم وتمجيد السلالة.
وأمام كل هذا فإن المؤكد وفي سبيل التمسك بقيم الجمهورية والدفاع عنها فإن تعز ومارب ستصبران في مواجهة الحقد المليشاوي متمسكان بشجرة الحرية التي ضربت عروقها في تراب الوطن ، ومدت غصونها في سمائه ، وأثمرت ومدت ظلالها ليستريح تحتها حملة مشاعل الفجر ، ومن زيتها المبارك يستزيدون ليواصلون المسير المزين بالصبر والمكلل بالنصر إن شاء الله.
دمتم سالمين ..